مشاهد حميمية مبالغ فيها تثير الجدل خلال عرض الفيلم المغربي "خلف أشجار النخيل" بمهرجان مراكش
أخبارنا المغربية- حنان سلامة
تحوّل البساط الأحمر في مراكش، مساء الأحد، إلى ساحة جدل فني وجماهيري بعد العرض العالمي الأول لفيلم "خلف أشجار النخيل" للمخرجة الفرنسية-المغربية مريم بن مبارك، الذي نافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم في دورته 22.
ورغم الانتظارات الكبيرة التي أحاطت العمل منذ الإعلان عنه، فإن الجدل سرعان ما تجاوز القصة واتجه مباشرة نحو الاختيارات الإخراجية الجريئة التي تبنّتها المخرجة، وعلى رأسها المشاهد الحميمية ذات الطابع الإباحي.
فقد اعتبر عدد من النقاد والصحافيين أن الفيلم قدّم لقطات طويلة ومباشرة تشبه — وفق وصف بعضهم — "إعادة إنتاج لخطوط بورنوغرافية"، في خروج واضح عن السقف المعتاد في السينما المغربية. مشاهدُ رأى فيها كثيرون أنها طغت على البناء الدرامي وأصبحت محور الحديث الأول بعد العرض، رغم الطابع الفني الذي حاولت بن مبارك الدفاع عنه.
وبحسب شهادات من داخل القاعة، فقد فضّلت المخرجة تجسيد العلاقات الجنسية بين الشخصيات بشكل واضح وكامل، بدل الاكتفاء بالتلميح أو الاقتصار على حدود سينمائية متعارف عليها، ما أثار تساؤلات وانتقادات حول مدى ضرورة هذه الجرأة في خدمة الحبكة الدرامية.
فهل كانت تلك اللقطات جزءاً من قراءة فنية أرادت من خلالها بن مبارك كسر التابوهات؟ أم أنها مجرد محاولة لإحداث صدمة بحثاً عن الاهتمام الإعلامي داخل مهرجان بحجم مراكش؟
وتباينت ردود الفعل بين اتجاه رأى أن المشاهد الجنسية "مجانية" ومطوّلة بلا مبرر، وأن حضورها كان أقوى من حضور القصة نفسها، واتجاه آخر اعتبر أن المخرجة تسعى إلى تحرير الجسد من القيود الفنية والرقابية وتقديم صورة "أكثر واقعية" للعلاقات خارج الأطر التقليدية.
وتدور أحداث "خلف أشجار النخيل" في مدينة طنجة، من خلال قصة مهدي الذي يعيش علاقة غير شرعية مع سلمى، قبل أن ينجرّ وراء عالم جديد بعد لقائه بماري، الفرنسية القادمة من طبقة اجتماعية مرفهة. بين الانبهار والحلم بالهجرة، يجد مهدي نفسه ممزقاً بين واقع متأزم ومستقبل يطمع في رسمه، حتى وإن كان الثمن التخلي عن سلمى التي تحمل طفله.
النقاد اعتبروا أن الخط الدرامي الرئيسي للقصة مستهلك ومتكرر في الأعمال المغربية، إذ يعيد سرد إشكالات الهجرة، الفوارق الطبقية، والعلاقات المختلة دون طرح جديد، باستثناء الاعتماد المكثف على الجرأة والمشاهد الحميمية كخيار بصري أساسي داخل الفيلم.
واستفاد الفيلم من دعم مالي من المركز السينمائي المغربي بلغ 400 مليون سنتيم، إلى جانب دعم ورشات الأطلس، وهو ما جعل سقف التوقعات مرتفعاً قبل أن يصطدم أغلب المتابعين بخيارات إخراجية أثارت نقاشاً أكثر مما أثارت إعجاباً.

Massinissa
A
الأفلام الإيرانية إحتلت المراتب الأولى عالميا بدون لقطة واحدة خادشة للحياء