هل يهزم لوبي العقارات الدولة؟.. "النوار" يُفشل البرنامج الحكومي لدعم السكن ويحرم آلاف المغاربة من امتلاك شقة الأحلام
أخبارنا المغربية- حنان سلامة
لا تزال أزمة السكن واحدة من أعقد القضايا الاجتماعية التي ترهق الأسر المغربية، رغم إطلاق حكومات متعاقبة لبرامج متعددة بهدف تمكين المواطنين من امتلاك شقق بأسعار مناسبة. فبعد تجربة السكن الاقتصادي المدعم من الدولة، جاء برنامج الدعم المباشر لاقتناء السكن، الذي خصصت له ميزانية ضخمة ووُصف حينها بأنه الحل الذي سيُعيد الأمل لآلاف الأسر الباحثة عن الاستقرار، غير أن الواقع كشف عن عائق خطير اسمه "النوار"، يقف سداً منيعاً أمام تحقيق أهداف هذه المبادرات.
ظاهرة "النوار" لم تعد سراً، إذ يعمد عدد كبير من المنعشين العقاريين إلى عدم التصريح بكامل ثمن العقار عند البيع، ويُلزمون الزبون بدفع مبالغ مالية كبيرة خارج العقد الرسمي، تصل أحياناً إلى 40 في المئة من قيمة الشقة. هذه المبالغ غير القانونية لا يغطيها القرض البنكي، ما يجعل المواطن مضطراً إلى تدبير مبالغ إضافية فوق طاقته، ليتحول حلم السكن إلى كابوس مالي يثقل كاهل الأسر محدودة ومتوسطة الدخل.
المفارقة الصادمة أن الدعم المباشر الذي حددته الحكومة في 7 ملايين و10 ملايين سنتيم يفقد جدواه أمام هذه الممارسات، فالمستفيد يُجبر على دفع مبالغ تحت الطاولة تتجاوز بكثير قيمة الدعم، مما يجعل العملية برمتها شكلية أكثر منها عملية، ويُحول الدعم إلى مجرد حبر على ورق لا ينعكس فعلياً على القدرة الشرائية للمواطن.
الجهات الرسمية تعلم جيداً بانتشار "النوار"، لكن غياب الصرامة في المراقبة وغياب آليات فعّالة للزجر، جعلا المنعشين العقاريين يتمادون في استغلالهم، محققين أرباحاً مضاعفة عبر التهرب الضريبي وابتزاز المواطنين، وهو ما خلق حالة من فقدان الثقة في السوق العقاري، إذ أصبح المواطن يرى أن أي برنامج حكومي جديد محكوم عليه بالفشل ما دام "النوار" ينخر القطاع في صمت.
إلى جانب الخسارة المباشرة التي يتكبدها المواطن، فإن الدولة نفسها تتضرر بشكل كبير من هذه الظاهرة، حيث تُحرم الخزينة العامة من مداخيل ضريبية مهمة بسبب عدم التصريح بالقيمة الحقيقية للعقارات، الأمر الذي يفاقم من عجز الميزانية ويُعرقل قدرة الدولة على تمويل مشاريع اجتماعية أخرى.
خبراء في المجال يحذرون من أن استمرار هذا الوضع سيجعل أزمة السكن تتفاقم أكثر، معتبرين أن الحل يكمن في تشديد الرقابة على المنعشين، وإلزامهم بالتصريح بالثمن الحقيقي تحت طائلة عقوبات صارمة، كما يقترحون رقمنة جميع مراحل البيع والشراء لضمان الشفافية، ومنع أي تعامل مالي خارج الإطار القانوني.
اليوم، بات واضحاً أن لا برنامج سكني حكومي سينجح في تحقيق أهدافه ما لم تتم مواجهة "النوار" بجدية، فالقضية لم تعد مجرد مشكل مالي للأسر، بل تحولت إلى قضية عدالة اجتماعية تمس حق المواطن في السكن الكريم، وحق الدولة في حماية مصالحها الاقتصادية.
وبين غلاء الأسعار من جهة، واستفحال "النوار" من جهة أخرى، يظل حلم امتلاك شقة بالنسبة لآلاف المغاربة بعيد المنال، في انتظار أن تتحرك الحكومة لتضع حداً لهذا النزيف.
أحمد الوفا
الحل الناجع
لعل الحل الناجع هو أن تتكلف الدولة بنفسها في بناء المساكن والشقق وتكلف وزارة الإسكان ببيعها مع إجبار الموظفين على أداء القسم في هذا الشأن و تسجيل كل بيع بالصوت والصورة مع ضرورة حضور مفوض قضائي عند كل حصة للبيع وبحضور شاهدين من الأشخاص الذين يعرفون الشاري ويعاشرونه. الوضعية الحالية لرجال بيع الشقق يتدخل فيها المقاولون والسياسية والمصابين كي يورطوا كل مستفيد في ما يعرف بالاسود أي النوار كي ينهبوا منه ما يشاؤون خلسة
امير
امير
لازال هناك من يريد ان تتكلف الدولة بالبناء والبيع ؟؟؟ وهم يعلمون ان الفساد طبيعة انسانية في صغوف العاملين في الدولة او في الخواص.اي عقلية هذه التي تضرب في العمق اقتصاد السوق والمنافسة والتشغيل؟؟؟ مع العلم ان محاربة النوار تكون بتصرح المنعشون القاريون باثمنة البيع ونشرها لدى المحاكم والموثقين والمحافظة العقارية وفي الانترنيت للعموم منذ انتهاء البناء واخذ الرخصة ولن تنجز اي عملية بيع الا بالثمن مع امكانية مراجعة الاثمنة بنفس الطريقة كل ثلاثة اشهر صعودا او نزولا حسب العرض والطلب المصرحبه وعليه تقام كافة الضرائب .
مالك
توعية المواطن
بشرائك شقة بأكثر من ثمنها المسجل في العقد فإنك خاسر على جهتين أديت المبلغ المضاف في النوار وستؤدي ضريبة على الأرباح العقارية في حالة تم بيعها مثلا إذا اشتريت شقة ب 47 مليون وفي العقد مسجل 30 مليون فقد دفعت مبلغا إضافيا في النوار لصاحب العقار وإذا بعت السقة بثمنها أي 47 مليون فإنك ستؤدي ضريبة على الأرباح على الفرق الذي هو 17 مليون فأنت في الحالتين خاسر
فاعل خير
الدعم المباشر الحقيقي
على الدولة بناء سكن اقتصادي ملائم للمواطن الذي لا يملك شقة او منزل و يكون الدفع عبارة عن أجرة شهرية مقسمة على اجمالي المبلغ و بعد انتهاء كل الدفعات الشهرية بقيمة السكن يصبح السكن ملك لساكنه . الارض هي اصلا ارض الدولة و من واجب المواطن الاستفادة منها بطرق جد مبسطة من خلال برامج السكن للمواطن و من يملك المال تعطيه الدولة ارض من أجل الاستفادة منها مسكن رئيسي في حالة لم يتوفر على اي ملك خاص به .

مغربي
سكن بدون دعم
الأموال التي خصصتها الدولة لدعم السكن كان بالإمكان ضخها في شركة العمران التابعة للدولة لبناء مساكن لذوي الدخل بتمن معقول وفق اليات اتبات عدم التوفر على السكن .وبهذه الطريقة ستدع الدولة حدا لاطماع المنعشين العقاريين