استعدادات مغربية لاقتناء مقاتلات «إف-35» المتطورة وحسم المعركة الجوية
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في سياق العقود الدفاعية الكبرى التي تشهدها المملكة المغربية، تتواصل في كواليس الدبلوماسية العسكرية مفاوضات متقدمة بين الرباط وواشنطن بشأن اقتناء مقاتلات حديثة من طراز F‑35 Lightning II الأميركية، في صفقة يشار إليها بأنها قد تزيح المغرب إلى مرتبة مرموقة ضمن سباق الجيل الخامس للطائرات الحربية في إفريقيا والعالم العربي.
ووفق ما أفادت به مصادر مطلعة، فإن المفاوضات تدور حول ما يصل إلى 32 طائرة من هذا الطراز، ضمن حزمة شاملة تغطي فترة دعم تقني وعملياتي تمتد لأربعة عقود تقريبا، وقدرت قيمتها بما يقارب 17 مليار دولار.
ويتجلى هذا المسار في سياق استراتيجية المغرب الرامية إلى تحديث ترسانتها الجوية وتعزيز جاهزية دفاعها الوطني في ظل تحولات جيوسياسية إقليمية متسارعة، لاسيما التوترات المتجددة في منطقة شمال إفريقيا والخلافات المتواصلة حول القضايا الأمنية والحدودية مع الجوار، حيث سبق للرباط أن أبرمت عقودا لتحديث مقاتلاتها من الطراز F‑16 Viper، ما يجعل دخول «إف‑35» خطوة قد تعد قفزة نوعية في قدراتها القتالية.
وتجعل هذه الصفقة المغرب أول دولة عربية وإفريقية تملك مقاتلات تصنف ضمن الجيل الخامس، مما يمنحها سبقا تقنيا واستراتيجيا؛ غير أن ذلك لا يعني أن الصفقة قد أوقفت نهائيا عند مفترق التوقيع، إذ لا إعلان رسمي من الجانبين حتى الآن يعلن عن التزام نهائي أو جدولا لتسليم الطائرات.
ومن منظور دفاعي، تختزن المقاتلة قدرة على التخفي من الرادار والاندماج ضمن شبكات قتالية متقدمة، وهو ما يكسبها قدرة على تنفيذ مهام كثيرة بدءا من السيطرة الجوية إلى الضربات الدقيقة، وقدرتها تلك تجعلها خيارا استراتيجيا في مشهد تتناسل فيه التهديدات المتطورة، إذ وبهذا، فإن إدراجها لدى القوات المسلحة الملكية المغربية سيشكل تحولا في قواعد الاشتباك للمنطقة.
وعلى الجانب الآخر، فإن تكلفة الصفقة الضخمة تعني التزاما بعقد طويل الأمد، يشمل عمليات التدريب والدعم اللوجيستي والصيانة، وقد تمتد فترة التسليم والتشغيل الكامل إلى ما بعد عام 2030، ما يفرض على المغرب تجهيز البنية التحتية، والعناية بتكوين الطيارين والكوادر الفنية، فضلا عن ترتيب أولويات الميزانية على المدى المتوسط.
ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوة لا تعبر فحسب عن رغبة في تحديث القوة الجوية، بل هي أيضا رسالة سياسية واستراتيجية تظهر توجه المملكة لتعميق شراكاتها مع حلفاء تقنيين وعسكريين غربيين، خصوصا الولايات المتحدة، في إطار رؤية أوسع للأمن القومي، وإقامة توازنات ردعية في منطقة يعتبر فيها الفضاء الجوي أحد مسارح الحسم.
