إصدار دليل للوقاية والتكفل بالمخاطر المرتبطة بصحة السكان المعرضين لموجة البرد

إصدار دليل للوقاية والتكفل بالمخاطر المرتبطة بصحة السكان المعرضين لموجة البرد

أخبارنا المغربية - و م ع

صدر مؤخرا دليل حول الوقاية والتكفل بالمخاطر المرتبطة بالصحة لدى سكان أقاليم المملكة المعرضين لموجة البرد، بهدف التحسيس بالمخاطر المحتملة المتصلة بهذه الوضعية المناخية.

ويروم هذا الدليل، وهو من أدوات تجسيد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في 2005، محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي، فضلا عن تطوير الموارد البشرية.

ويقدم الدليل، الذي أعده المتصرف الصحي بوزارة الصحة حسين خالدي، المساعدة اللازمة للسكان في المناطق النائية والمحرومين، أخذا بعين الاعتبار الظروف السوسيو-اقتصادية والثقافية التي يعيشون فيها، وسيكون مفيدا من أجل تعزيز المبادرات الصحية على مستوى مؤسسات تقديم العلاجات الصحية الأساسية من خلال مساعدة مهنيي الصحة بدورهم على توجيه رسائل واضحة وبسيطة وفعالة وحث الساكنة على تبني عادات وأنماط عيش سليمة.

وأوضح السيد خالدي، في تقديم لهذا الدليل توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الثلاثاء، أن "البرد القارس والرياح الباردة والثلوج مخاطر مناخية لا ينبغي الاستهانة بها، وخاصة بالنسبة للأشخاص في وضعية هشة أو الذين يعانون من بعض الأمراض"، داعيا إلى مضاعفة الحذر عبر الاحتماء شخصيا والسهر على الأشخاص في وضعية هشة.

وينبغي في حالة موجة البرد بالأساس الوقاية من الآثار الضارة لانخفاض درجة الحرارة الخارجية على الحالة الصحية للأشخاص، ويتمثل ذلك، حسب المتصرف الصحي، من جهة، في الإيواء والتحقق من الظروف الفردية للعيش (التغذية والملبس)، ومن جهة أخرى، في المراقبة عن قرب بالنسبة للأشخاص المعرضين لانخفاض حرارة الجسم أو الذين يعانون من أمراض متصلة قابلة لتدهور مفاجئ في حال التعرض للبرد.

كما يقدم الدليل رسائل صحية بسيطة تهدف إلى تسهيل اكتساب إرادي لسلوكيات ضد المخاطر المرتبطة بالصحة، والمتمثلة على الخصوص في تورم اليدين بفعل البرد ومرض قضمة الصقيع وانخفاض حرارة الجسم، وتفاقم الأمراض التي يعاني منها أصلا الأشخاص المهددون أو المعرضون للهشاشة بفعل هذه الأمراض ذاتها.

وقد وضعت هذه الرسائل الصحية البسيطة والعملية رهن الإشارة من أجل توظيفها من قبل الأعوان المختصين بمهن المواكبة الاجتماعية "الأعوان الوسطاء للتنمية الجماعية" الذين يقيمون أو المعينين لدى سكان الجماعات والدواوير المعرضة لموجات البرد.

وبعد تعريف موجة البرد باعتبارها انخفاضا مفاجئا وهاما في درجة حرارة الهواء خلال أيام متوالية (سبعة أيام على الأقل) تظل خلالها درجات الحرارة الدنيا مساوية أو أقل من ناقص درجتين (درجات الحرارة السالبة) مرفوقة أو لا بتساقطات شتوية (ثلوج)، أبرز السيد خالدي الخطر الذي قد يشكله البرد القارس بالنسبة للصحة بتأثيره على فرص البقاء على قيد الحياة واحتمال الإصابة بإعاقة لدى الأشخاص المعرضين لهذا البرد.

ورغم أن المغرب لا يتعرض لدرجات حرارة كما هو الحال في سيبيريا، فقد دعا المتصرف الصحي مع ذلك إلى اتخاذ الاحتياطات بمجرد انخفاض درجة الحرارة السائدة أو درجة الحرارة في الخارج بشكل مفاجئ وممتد في الزمن، وكلما أعلنت مصالح الأرصاد الجوية الوطنية، عبر الإذاعة و التلفزة، عن حلول اضطرابات جوية، أو موجة برد، أو حتى خلال موسم "الليالي" (الأيام الأربعون الأكثر برودة في فصل الشتاء).

من جهة أخرى، ذكر السيد خالدي بأن وزارة الداخلية أحصت السكان الذين يعيشون في الدواوير القابلة للتعرض لموجة البرد في بداية شهر دجنبر 2008، والتي تصل إلى 990 دوارا، خاصة تلك الواقعة على علو يفوق 1500 متر، متفرقة بين 19 إقليما في المملكة، أي ما مجموعه 403 ألف و727 شخص معرضين للعزلة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات