الإنفلونزا الإسبانية... هل يمكن للتاريخ أن يعيد التاريخ نفسه؟

الإنفلونزا الإسبانية... هل يمكن للتاريخ أن يعيد التاريخ نفسه؟

أخبارنا المغربية - أ ف ب

بعد قرن على الإنفلونزا الإسبانية، تثير جائحة كوفيد-19 خوفاً كبيراً في بيسبي، لما تشكله من تهديد لسكانها من متقاعدين وهيبيز، فضلاً عن السياحة فيها.

 

ويروي المؤرخ مايك أندرسون، إبن المنطقة، أن الإنفلونزا الإسبانية "وصلت بالقطار"، في إشارة إلى جثمان العسكري كارل أكسيل كارلسون، الذي توفي عام 1918 بالإنفلونزا الإسبانية، وأرسل إلى بيسبي لكي يوارى في ثراها، لكن بعد يومين أو ثلاثة بدأ يتسبب بموت أناس آخرين.

 

ويقدّر عدد الذين توفوا في بيسبي جرّاء الإنفلونزا الإسبانية بنحو 180 من أصل السكان الذين كان يبلغ عددهم الإجمالي 25 ألفاً، بحسب الموقع الإلكتروني للمدينة.

 

ويعاني اقتصاد المدينة الشلل منذ أشهر بسبب جائحة كوفيد-19 التي أدّت حتى الآن إلى إصابة 57 شخصاً بالفيروس توفي أحدهم، علماً أن السكان معرّضون للخطر نظراً إلى أن بينهم عدداً كبيراً من كبار السن.

 

وتواجه المدينة معضلة تنفيذ إجراءات حجر لاحتواء تفشّي الفيروس المستجد وحماية سكانها، أو مواصلة استقبال السياح لتفادي الإفلاس.

 

ويشرح رئيس البلدية ديفيد سميث أن الحالات الأولى من الإصابات بالفيروس سجّلت بعيد وصول عدد كبير من السياح خلال عطلة أسبوع طويلة بمناسبة أحد الأعياد.

 

ومع وصول جائحة كوفيد-19 إلى المدينة، تذكّر عامل المناجم المتقاعد بيتر باتش قصة كانت ترويها له جدته، وفحواها أن الإنفلونزا الإسبانية أدت إلى وفاة طفلها الذي لم يكن عمره يتجاوز السنة، وكادت تؤدي أيضاً إلى وفاة زوجها. وعندما استعاد الأخير عافيته، "بنى ضريحاً صغيراً ووارى جثمان نجله في حديقة المنزل"، بحسب باتش.

 

ويعمل باتش اليوم دليلاً سياحياً في منجم للنحاس حُوّل موقعاًُ سياحياً، لم يعد يستقبل سوى مجموعات صغيرة من الزوار في عرباته، بسبب فيروس كورونا المستجد.

 

واللافت أن مشهد السيّاح المحليين من سكان الولاية، تغيّر في زمن كورونا. فالكمامات باتت، تماماً كقبعات رعاة البقر وجزماتهم، جزءاً لا يتجزأ من زيّ أبناء المنطقة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة