تذاكر مجانية وحافلات بلا مقابل… فيديوهات فرحة الجماهير الجزائرية بالمغرب تقلق عسكر قصر المرادية

تذاكر مجانية وحافلات بلا مقابل… فيديوهات فرحة الجماهير الجزائرية بالمغرب تقلق عسكر قصر المرادية

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

في خضم التفاعل الجماهيري الواسع الذي رافق مباريات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، برزت على منصات التواصل الاجتماعي موجة من الفيديوهات التي وثقها مشجعون جزائريون خلال تواجدهم بعدد من المدن المغربية، حيث لم تمر المقاطع مرور الكرام داخل قصر المرادية، بل أحدثت ارتباكا واضحا داخل دوائر القرار، بعدما ناقضت بشكل صريح الخطاب الرسمي الذي ظل يروج لصورة قاتمة عن المغرب وظروف استقبال الجماهير والمنتخبات.

وأظهرت هذه الفيديوهات، التي انتشرت بسرعة كبيرة، تفاصيل دقيقة عن كيفية ولوج الجماهير الجزائرية والسودانية إلى الملاعب، حيث جرى توزيع تذاكر الدخول بالمجان في أكثر من مناسبة، في مشهد لقي استحسانا واسعا من طرف المشجعين الذين عبروا عن دهشتهم من سلاسة التنظيم وسهولة الولوج، دون مظاهر فوضى أو تضييق، كما ترافق ذلك مع توفير حافلات لنقل الجماهير من وإلى الملاعب مجانا، سواء من أماكن التجمع أو من محيط الفنادق، وهو ما وثقته عشرات المقاطع التي ظهر فيها المشجعون وهم يرددون شعارات الفرح ويشيدون بحسن الاستقبال.

ولم تتوقف مظاهر الارتياح عند الجوانب التنظيمية فقط، بل تجاوزتها إلى الأجواء العامة داخل المدن المغربية، حيث عبر عدد كبير من المشجعين الجزائريين، في تسجيلات عفوية، عن سعادتهم بالتواجد في المغرب، مشيدين بحفاوة الاستقبال، وبساطة التعامل، والأمن الذي يطبع الشوارع ومحيط الملاعب، كما تحدث بعضهم بصراحة عن الفارق بين ما كان يروج له داخل الجزائر وبين ما عاينه على أرض الواقع، مؤكدا أن الواقع فاق كل التوقعات.

ولم يقتصر صدى هذه الأجواء الإيجابية على الجماهير فقط، بل انسحب على اللاعبين وأطقم المنتخبات، حيث تداولت منصات إعلامية وتصريحات مصورة لعدد من اللاعبين، من بينهم جزائريون وسودانيون، وهم يشيدون بجودة أرضيات الملاعب، وتطور التجهيزات الرياضية، وظروف التداريب، فضلا عن التنظيم المحكم الذي وفر لهم كل سبل الراحة، وهي إشادات وصفت بالصريحة والجريئة، واعتبرت رسالة واضحة تنسف روايات جاهزة ظلت تسوق لسنوات داخل الجارة الشرقية.

وخلق هذا الزخم من الشهادات المصورة حالة من الإحراج داخل الجزائر، خاصة مع وصول هذه الفيديوهات إلى الرأي العام الجزائري دون وسائط أو تأويل، ما جعل تأثيرها أقوى من أي خطاب رسمي، حيث وجد المواطن الجزائري نفسه أمام صور حقيقية، ينقلها أبناء بلده، تعكس وجها مغايرا لما كان يقدم له، وهو ما فتح نقاشا واسعا على مواقع التواصل حول مصداقية الخطاب السائد وحدود توظيف الرياضة في الصراعات السياسية.

وبينما يواصل المغرب حصد الإشادة القارية والدولية على مستوى التنظيم والبنية التحتية وحسن الاستقبال، تؤكد هذه المشاهد أن كرة القدم، مرة أخرى، نجحت في كسر الحواجز، وفضح التناقض بين الخطاب والواقع، لتتحول فيديوهات بسيطة التقطها مشجعون عاديون إلى مادة أربكت حسابات سياسية، وأعادت طرح أسئلة محرجة داخل دوائر القرار بالجزائر، في وقت كانت فيه المدرجات المغربية شاهدة على فرح جماهيري عابر للحدود.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة