وجه بيتهوفن الحقيقي يُكشف لأول مرة بعد قرنين من وفاته
أخبارنا المغربية - وكالات
نجح فريق من العلماء بقيادة الباحث البرازيلي سيسيرو مورايس في إعادة بناء ملامح وجه الموسيقي الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن، بعد نحو 200 عام على وفاته، في خطوة علمية سلطت الضوء على طابعه الشخصي الذي لطالما وُصف بالصرامة والتجهم. واستند الباحثون في هذا العمل إلى بيانات دقيقة وصور تاريخية لجمجمة بيتهوفن، مكنتهم من رسم ملامحه الحقيقية باستخدام تقنيات متقدمة في التصوير الثلاثي الأبعاد.
واستخدم الفريق صوراً محفوظة للجمجمة تعود لعام 1863 وقياسات أُخذت عام 1888، بالإضافة إلى تقنيات التصوير المقطعي المحوسب لجسم بشري افتراضي، جرى تعديله بعناية لتطابق بيانات الجمجمة الأصلية. ومن ثم، أضيفت علامات سُمك الأنسجة الرخوة اعتماداً على دراسات حديثة لأوروبيين معاصرين، لتكوين وجه بيتهوفن كما كان في سنواته الأخيرة.
وأظهر النموذج النهائي وجهاً يحمل ملامح صارمة، بحاجبين معقودين ونظرة حادة توحي بالتوتر والانزعاج، ما يتوافق إلى حد كبير مع ما روته السجلات التاريخية عن شخصية بيتهوفن. وقد وصف الباحث مورايس ملامحه بأنها "مخيفة بعض الشيء"، مؤكداً أن هذه الصرامة لم تكن سوى انعكاس لمعاناة داخلية عميقة، خصوصاً مع فقدانه التدريجي للسمع وتأثير ذلك على حالته النفسية.
وفي ضوء هذا الكشف، يرى الباحثون أن التوترات والانفعالات التي عاشها بيتهوفن لم تكن عائقاً لإبداعه، بل شكّلت محركاً رئيسياً لإنتاجه الموسيقي الاستثنائي الذي ما زال يُلهم العالم حتى اليوم. ويأمل القائمون على الدراسة أن تساهم هذه الصورة المعاد بناؤها في تعميق الفهم الإنساني لحياة أحد أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ.
