أخنوش من مدريد: مونديال 2030 وتعميق التكامل الاقتصادي يفتحان الطريق أمام استثمارات استراتيجية مشتركة بين المغرب وإسبانيا

أخنوش من مدريد: مونديال 2030 وتعميق التكامل الاقتصادي يفتحان الطريق أمام استثمارات استراتيجية مشتركة بين المغرب وإسبانيا

أخبارنا المغربية

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال المنتدى الاقتصادي المغربي–الإسباني المنعقد في مدريد، أن الرباط ومدريد مدعوتان اليوم للانتقال بشراكتهما الاقتصادية إلى مرحلة أكثر تقدماً، قائمة على مشاريع استراتيجية كبرى في مقدمتها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030. 

وشدد على أن هذا الحدث العالمي يمثل، إلى جانب رمزيته الرياضية، منصة استثمارية ضخمة تعكس قدرة البلدين على تحقيق إنجازات كبرى حين يتقاسمان الرؤية والطموح.

وأوضح أخنوش أن مونديال 2030 يفتح آفاقاً واسعة أمام استثمارات متنوعة تشمل تطوير البنيات التحتية للنقل، وبناء وتجهيز المنشآت الرياضية، وتعزيز القدرات الفندقية والسياحية، وتحديث الحلول الرقمية، وتقوية منظومات الأمن والتنظيم. وذكّر بإعلان اتحادات المقاولات في المغرب وإسبانيا والبرتغال، خلال أكتوبر 2025، إنشاء لجنة مشتركة مخصصة لهذا الحدث العالمي، مكلفة بصياغة خارطة طريق اقتصادية تُعظم أثره التنموي، على أن يتوج هذا المسار بتنظيم منتدى ثلاثي في الرباط مطلع 2026.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن التكامل الاقتصادي بين البلدين بات أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فإسبانيا تشكل قوة صناعية أوروبية رائدة في مجال الطاقات المتجددة، بينما يبرز المغرب كمركز إفريقي صاعد ومنصة إقليمية للتصدير ومصدر مستقبلي للطاقة الخضراء. وهو ما يجعل من الشراكة المغربية–الإسبانية رافعة استراتيجية لبناء جسور اقتصادية بين إفريقيا وأوروبا، مع تموقع الرباط ومدريد كمحورين أساسين لهذا التقارب.

وأكد أخنوش أن المغرب عزز خلال العقدين الماضيين حضوره الاقتصادي في القارة الإفريقية، ليصبح أول مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا والثاني على مستوى القارة، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس. هذا الحضور، يضيف رئيس الحكومة، يوفر للمقاولات الإسبانية فرصة ولوج أسواق إفريقية تربطها بالمغرب علاقات دبلوماسية وتجارية قوية.

كما أبرز إمكانية بناء ممرات طاقية متكاملة بين البلدين في مجالي الكهرباء والهيدروجين الأخضر، استناداً إلى خطي الربط الكهربائي الحاليين والخط الثالث قيد الإنجاز، فضلاً عن تطوير ممرات لوجستية جديدة على الواجهتين المتوسطية والأطلسية، بما يربط الموانئ المغربية والإسبانية بشبكات النقل الحديثة في البلدين. كما يمكن للطرفين إطلاق مشاريع مشتركة في غرب إفريقيا، تستند إلى تكامل الكفاءات الصناعية والمالية لدى مقاولات البلدين.

واختتم أخنوش بالقول إن الشراكة المغربية–الإسبانية تتجه بثبات نحو أفق استراتيجي جديد، قائم على مشاريع مهيكلة ورؤية طويلة المدى، قادرة على إنتاج قيمة مضافة مشتركة، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل على صعيد الفضاءين الأوروبي والإفريقي، في ظل إرادة سياسية قوية وتنسيق مستمر بين قيادتي البلدين.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات