صفعة ثلاثية للجزائر.. لمراوي: نظام العسكر يتخبط في صبيانيته ويقود شعبه نحو المجهول

بعد أن استدعت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو سفراءها من الجزائر، متهمةً إياها بإسقاط طائرة مسيرة تابعة لجيش باماكو قرب الحدود المشتركة، أصدرت الحكومة الجزائرية، أمس الاثنين، بيانًا عبّرت فيه عن رفضها للاتهامات الخطيرة التي وجّهتها حكومة مالي، وكذا البيان الصادر عن مجلس رؤساء دول اتحاد الساحل، بخصوص إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيّرة مسلحة قال إنها اخترقت المجال الجوي الجزائري.

من جانبه، اعتبر الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بلال لمراوي، أن البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية، وعند قراءته للوهلة الأولى، يوحي وكأنه صادر عن نقابة مهنية أو جمعية محلية لسائقي النقل العمومي، لا عن مؤسسة دبلوماسية رسمية. أما من ناحية المضمون، فهو يعكس ويؤكد الطابع الصبياني للنظام الجزائري، الذي دأب على التدخل السافر وغير المفهوم في الشؤون الداخلية لدول الجوار، نتيجة لوهم تعيشه الزمرة العسكرية الحاكمة في قصر المرادية، بأنها قوة إقليمية ذات كلمة نافذة في المنطقة، وقادرة على فرض رأيها على القرارات السياسية للأنظمة المجاورة.

وفي السياق ذاته، يرى المتحدث في تصريحه لـ"أخبارنا" أن الواقع يروي قصة مغايرة تمامًا، حيث وجهت كل من النيجر وبوركينا فاسو ومالي صفعة قوية للنظام العسكري الجزائري في بيان مشترك، رفضًا لتجاوزاته المتكررة ونهجه القائم على العربدة والبلطجة. وذلك دون الحديث عن الأزمة المستمرة مع المغرب، بسبب النزاع المفتعل من طرف النظام العسكري الجزائري، والعلاقة الفاترة مع موريتانيا، التي حاول العسكر توريطها في صراع مجاني لا يراعي مصالح الشعب الموريتاني مع المملكة المغربية. يُضاف إلى ذلك التصعيد غير المحسوب مع فرنسا، والذي انتهى بتراجع مهين أمام الضغوط الفرنسية.

أمام هذا الوضع، يؤكد المصدر ذاته أن الجزائر مطالبة بمراجعة سياستها، والقيام بنقد ذاتي لدبلوماسيتها ولمصالحها المستقبلية، حتى لا تزداد عزلتها الدولية، وتتحول إلى دولة منبوذة تعاني من ضعف التنمية، بل قد تصل الأمور إلى حد المجاعة، وهو المسار الخطير الذي تمضي فيه القيادة الجزائرية، مقامرةً بمصير الشعب الجزائري.

هذا، وقد أعلنت الجزائر، عن استدعاء سفيريها في مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل إرسال سفيرها الجديد إلى بوركينا فاسو، في خطوة اعتبرتها "معاملة بالمثل". كما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران المالي، اعتبارًا من الإثنين، في تصعيد جديد للأزمة الدبلوماسية المتفاقمة.