هل يمهّد الكابرانات لانقلاب على "تبون"؟… تصريحات "لويزة حنون" تفجّر ضجة كبرى في الجزائر
أخبارنا المغربية ـــ عبدالإله بوسحابة
فجّرت التصريحات الأخيرة للأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، عاصفة سياسية غير مسبوقة في الجزائر، بعد أن كشفت أن الرئيس عبد المجيد تبون بدا "غاضباً" جداً خلال لقائهما الأخير، بسبب تقارير وأرقام مغلوطة تُرفع إليه من داخل مؤسسات الدولة.
هذا الاعتراف الصريح بتحوّل المعلومة الرسمية إلى مادة غير موثوقة شكل ضربة موجعة لصورة الرئيس، وفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات مشروعة حول قدرته على قيادة البلاد في واحدة من أخطر لحظاتها.
فحين يعترف رئيس دولة بأن ما يصل إليه من معطيات حول قطاعات حيوية خاطئ أو مُضلل، فإنه يعري هشاشة منظومة الحكم، ويؤكد أن المحيط الذي يفترض أن يعينه على اتخاذ القرار أصبح عبئاً لا سنداً، وأنه فاقد لآليات التقييم وضبط الأداء، وهي شروط جوهرية لأي قيادة سياسية.
واتفق عدد من المراقبين للمشهد الجزائري على أن توقيت هذه التصريحات "الفضيحة" لم يأتِ عبثاً، مشيرين إلى أن الجزائر تعيش اليوم واحدة من أكبر الانتكاسات الدبلوماسية في تاريخها، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي دعم، بوضوح غير مسبوق، مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء.
القرار، الذي تبنته أغلبية وازنة داخل المجلس، شكّل صفعة قوية للدبلوماسية الجزائرية وللرواية الرسمية التي ظلّت تُسوّقها منذ عقود، وجاء ليؤكد أن العالم لم يعد مقتنعاً بخياراتها، وأن رهاناتها الإقليمية تنهار الواحدة تلو الأخرى.
وفي ظل هذا التحول الخطير في موازين القوى، يشدد محللون على أن النظام الجزائري دخل في حالة ارتباك وتخبط، خاصة وأن الرباط خرجت منتصرة سياسياً وقانونياً، بينما وجدت الجزائر نفسها معزولة في ملف كانت تعتبره ورقة نفوذ مركزية.
ومعلوم أن هذا الانهيار الخارجي تزامن مع توتر غير مسبوق مع فرنسا، التي دخلت في مواجهة دبلوماسية مع الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تقليص هامش المناورة الخارجية لنظام الكابرانات، وإضعاف موقعه داخل الدوائر الأوروبية. وزاد الضغط الأمريكي، الذي يحمل بصمات مرحلة ترامب وامتدادها الاستراتيجي في دعم مغربية الصحراء، من خنق هوامش الحركة أمام قادة الجزائر، ليجد قادة العسكر أنفسهم أمام واقع دولي لا يخدم أجندتهم ولا خطابهم التقليدي.
وسط هذه العواصف الخارجية، جاءت تصريحات لويزة حنون كصاعقة داخلية، كشفت أن القيادة ليست فقط محاصرة دبلوماسياً، بل مشلولة إدارياً من الداخل. ومع تزايد المؤشرات على أن المحيط الرئاسي فقد الكفاءة والقدرة على جمع المعلومة الصحيحة، انتعشت فرضية أن المؤسسة العسكرية، التي تتحكم فعلياً في مراكز القرار، قد تكون بصدد إعداد سيناريو "انقلاب ناعم" على تبون، عبر تحويله إلى كبش فداء للفشل الداخلي والخارجي.
فحين تتوالى الهزائم الدبلوماسية، وتتكشف أعطاب التسيير، وتبدأ مصادر داخلية في الاعتراف بأن الرئيس يعمل بناءً على أرقام مغلوطة، فإن النظام يبحث عادة عن وجه يلقي عليه اللوم لحماية البنية الحقيقية للحكم. وتشير مؤشرات كثيرة إلى أن تبون قد يكون هذا الوجه.
التفسيرات المتداولة داخل الأوساط السياسية تربط بين اعتراف تبون بتلقيه معلومات مغلوطة والصراع الخفي داخل هرم السلطة، حيث يُنظر إلى الفريق سعيد شنقريحة باعتباره المصدر الحقيقي للتوجيهات والمعلومات، ومهندس السياسة التي أضعفت الجزائر خارجياً وورطتها داخلياً.
ومع تزايد الضغوط الدولية على الجزائر في ملف الصحراء، وتفاقم عزلتها الأوروبية، وتصاعد الخلافات مع باريس، واتساع تأثير الضغط الأمريكي، يبدو أن الجيش يبحث عن "مخرج سياسي" يُحمل من خلاله تبون مسؤولية السقوط الدبلوماسي والإخفاقات المتراكمة، بينما يبقى مصدر الأزمة الحقيقي (جناح شنقريحة) بعيداً عن المساءلة.
بهذا المعنى، لا تبدو تسريبات لويزة حنون مجرد كشف عابر، بل علامة واضحة على بداية مرحلة جديدة داخل النظام الجزائري، مرحلة تتجه نحو إعادة تشكيل توازنات السلطة، وقد تنتهي بإزاحة تبون أو تقليص دوره جذرياً.
فبين ضغوط الخارج وانهيارات الداخل، وبين صفعة مجلس الأمن وارتباك القرار في قصر المرادية، يتقدم تبون نحو مصير لا يتحكم فيه، وقد يتحول قريباً إلى كبش فداء جاهز لتحميله كل خطايا الفترة الماضية، فيما يستعد الكابرانات لكتابة فصل جديد من التحكم في السلطة.
السوسي
طريق العسكر كحلة
من خلال تتبعي لكل الأحداث منطقتنا المغاربية فإن هذه المرحلة لازم تكون المملكة المغربية حذرة من تقلبات في المنطقة والكل يعلم بأن الجزائر لم تعد مراقب كما تدعي بل هي احد الأطراف المباشرة في النزاع مع المغرب لذلك فلانستبعد تحولات داخلية في المرادية لتكون هي الشماعة التي سيركب عليها العسكر التمديد المفاوضات التي دعى لها مجلس الأمن والتي تتمحور على تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

محسن
الحراش
مصير تبون سيكون قضاء ما تبقى من عمره في سجن الحراش.