موالٍ للبوليساريو يعلن انشقاقه ويعتذر للملك والمغاربة
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
شهد ملف الصحراء تطورا جديدا بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث برز أول صوت من داخل جبهة البوليساريو يعلن انشقاقه وعودته إلى الموقف الوطني المغربي، إذ نشر المعني بالأمر، ويدعى جابر أوليدة، بيانا على صفحته الخاصة يعبر فيه عن ندمه على فترة طويلة قضاها في صفوف الجبهة، والتي قدرها بخمسة عشر عاما، قبل أن يقدم اعتذارا مباشرا للملك محمد السادس وللشعب المغربي.
وأوضح المنشق أنه أصبح مؤمنا بأن ما كان يعتبره “نضالا” و دفاعا عن قضية عادلة، انكشف اليوم، وفق تعبيره، ووجد أن الأمر يتعلق بوهم سياسي لا يخدم مصلحة الصحراويين، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الواقعي الذي يحقق الاستقرار والتنمية ويحفظ الحقوق تحت سيادة المغرب.
وأشار أوليدة أيضا إلى أن الخطاب الملكي الأخير، الذي خاطب جميع المغاربة دون تمييز، كان من العوامل التي دفعته لاتخاذ قراره، معتبرا أن فيه رسائل طمأنة واضحة للصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف، وأن الدولة المغربية منفتحة على استيعاب كل من اختار طي صفحة القطيعة.
ورغم أن هذه الخطوة تبقى فردية في الوقت الراهن، إلا أنها تعكس تحولات في قناعات عدد من الشباب الذين التحقوا في فترات سابقة بالبوليساريو قبل أن يصطدموا بواقع المخيمات وجمود المسار السياسي، كما تأتي في سياق إقليمي ودولي يؤكد دعم الحل الواقعي بعيدا عن الطروحات الانفصالية التي فقدت الكثير من سندها خلال السنوات الأخيرة.
ويمثل التحاق هذا العنصر السابق بالجبهة الوهمية بالمسار الوطني مؤشرا على أن مناخ الثقة بدأ يتعزز لدى بعض الصحراويين، ما قد يفتح الباب أمام حالات مماثلة مستقبلا، خصوصا مع تواصل الدينامية السياسية التي تؤكد يوما بعد يوم أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع بشكل نهائي.
