هذه وصية الرسول(ص) بالنساء

دين ودنيا

20/02/2021 13:14:00

أخبارنا المغربية

هذه وصية الرسول(ص) بالنساء

وصية الرسول بالنساء في خطبة الوداع

اهتمّ الإسلام بالمرأة، وأوصى النبيُّ بها وخاصّة في خطبة الوداع؛ إذ قام النبيّ خطيباً في الناس، ونادى بحقّ المرأة، وأوصى بها خيراً؛ فقال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ)، وحذَّر من التقصير في حقّها؛ لأنّها أمانة من الله عند الرجل؛ فلا يجوز له الغدر بها، أو خيانتها، ومن وصايا النبيّ بها أنّه جعل المُحافظة عليها من ضرورات الإسلام الخمس؛ وإحداها حفظ العِرض، فلا يجوز قُربها إلّا بالزواج الشرعيّ الحلال،وممّا يؤكّد استمرار وصية النبيّ بالنساء إلى يوم القيامة أنّ الوصيّة منه جاءت بلفظ (استوصوا)؛ والذي يُفيد الاستمراريّة؛ أي ليُوصي منكم الآخر، فلو قال (أوصيكم)، لكانت الوصية مُقتصرة على زمن النبيّ والصحابة.

وذُكِرَ في معنى الوصيّة أو الاستيصاء بالنساء في الأحاديث أنّه: الطلب بقبول الوصية؛ أي كأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يقول: “أوصيكم فاقبلوا هذه الوصية”، وممّا جاء في معنى الاستيصاء بالنساء: إرادة الخير للنساء، وفِعل الخير لهنّ، وهذه وصية عامّة، وخطاب مُوجَّه من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى كلّ رجل؛ سواء كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، أو ابناً، أو غير ذلك.

وصايا مُتفرّقة للرسول بالنساء

جاءت العديد من الأحاديث التي يُوصي فيها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالنساء، ومن هذه الأحاديث والوصايا ما يأتي:

حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)؛ فالنبيّ نهى الزوجين عن بُغض أحدهما للآخر بسبب خلق واحد سيّئ؛ فإن كان لدى الزوجة صفة سيّئة، فقد يكون لديها في المقابل صفات حَسَنة كثيرة، وفي الحديث تأكيد على حُسن المُعاشرة والصُّحبة بين الزوجَين، والصبر على سوء الخلق إن صدر منها.

حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم)؛ وقد جاءت هذه الوصية بالمرأة؛ لأنّها أضعف من الرجل، وبحاجة إلى مَن يرحمها،وفي ذلك إشارة من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أنّ حُسن خُلُق الرجل مع أهل بيته يزيده خيريّة؛ لأنّهم أحقّ الناس بحُسن معاشرته؛وتكون الخيريّة بمُعاملتها معاملة طيّبة، والصبر على زلّاتها، وإظهار الفرح والسرور حين لقائها، وكفّ الأذى عنها، وقد قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)؛ وذلك بالمُحافظة على كرامتها، وعدم إهانتها، كذِكر محاسن غيرها من النساء أمامها، أو سَبّها، كما تجب مناداتها بأحبّ الأسماء إلى قلبها، ورَدّ السلام عليها حال ملاقاتها، والتودُّد إليها بالكلام الطيّب، وتقديم الهدايا لها، والتغافل حال تقصيرها، والعفو عنها، والمحافظة عليها من الشُّبهات ومواطن الفساد، وعدم إجبارها على الخروج من بيتها، وحِفظها، وتلبية احتياجاتها جميعها، وذلك كلّه يُعَدّ رعايةً للمرأة؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).

حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كانَت لَهُ امرأتانِ فمالَ إلى إحداهما جاءَ يومَ القيامةِ وشقُّهُ مائِلٌ)؛وفي هذا حَثٌّ من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على العدل بين الزوجات في حال تعدُّدهنّ؛ سواءً كان في المبيت، أو النفقة، وقد كان النبيّ -عليه الصلاة السلام- إذا أراد السفر يقرع بين زوجاته، ويصطحب معه في السفر مَن يخرج سهمها، وعندما جاءه مرض الموت عدل بين زوجاته في المبيت؛ إذ استأذنهنّ أن يمرض في بيت عائشة -رضي الله عنها-، فأذنَّ له،وقد وضع الله العقاب لمَن ظلم زوجاته، ولم يعدل بينهنّ، وذلك بأن يأتي يوم القيامة وهو غير متساوي الأطراف؛ لأنّه لم يكن يعدل بينهنّ في الأفعال، فعاقبه الله عقاباً من جنس فِعله نفسه، إلّا أنّ الله عفا عن المَيل القلبيّ إلى إحدى الزوجات؛ لأنّه من الأشياء التي لا يُمكن للإنسان التحكُّم فيها، وقد ورد ذلك في قوله -تعالى-: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)،وورد في قول النبي -عليه السلام-: (اللَّهمَّ هَذا قَسْمي، فيما أملِكُ، فلا تَلُمني فيما تملِكُ ولا أَملِكُ).

الحديث الذي رواه أنس بن مالك عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ قال: (كانَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَادٍ* يُقَالُ له أنْجَشَةُ، وكانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رُوَيْدَكَ يا أنْجَشَةُ، لا تَكْسِرِ القَوَارِيرَ)*؛فشبّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المرأة بالقارورة؛ لأنّ القارورة ليّنة وكَسرها سهل؛ وحَثّ على المُحافظة على المرأة من الكسر، أو الضياع؛ لما تحمله النساء من ليونة، وضعف في الجسم، والقلب؛ فيتأثّرن بالكلام بسرعة، والنّساء تغلبهنّ العاطفة، ولا ينسيَنّ المواقف الصعب التي تمرّ بهنّ، فوجب على الرجل أن يُحسن إليهنّ، ويعاملهنّ بكلّ لُطف.

تكريم المرأة في الإسلام

كرّم الإسلام المرأة، وأعلى من شأنها؛ سواءً كانت أُمّاً، أو أختاً، أو بنتاً، أو زوجةً، ومن ذلك أنّه أمر الأزواج بالرِّفق بهنّ، وحُسن معاشرتهنّ، ونهى وليّها أن يُزوّجها لرجل لا تُريده، وجعل لها نصيباً من الميراث بعد أن كانت محرومة منه، ورحمة الإسلام بها تتعدّى ذلك إلى العديد من المظاهر، إذ أوجب لها المهر، ومنع وليّها أنْ يأخذ منه شيئاً، وأسقط النفقة عنها، وممّا يدُلّ على تكريم الإسلام للمرأة أنّ في القرآن سورة تناولت كثيراً من الأحكام الخاصة بهنّ، وقد سُمّيت بسورة النّساء.

وقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في أهليّة الأداء والوجوب، وأثبت لها الحقّ في التصرُّف، كحقّ التملُّك، وحقّ الشراء والبَيع، كما جعل الله ميزان التفاضل بين البشر التقوى والعمل الصالح، دون نظر إلى الجنس؛ لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،بالإضافة إلى أنّ الإسلام حرص على تعليم المرأة، وذكرها في القُرآن جنباً إلى جنب مع الرجل في آيات كثيرة،ومن أعظم الصُّور التي يتجلّى فيها تكريم المرأة أنّ الإسلام أوصى الرجال بهنّ، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).

عن بيديا.ويك

مجموع المشاهدات: 26384 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟