كيف ستعود الحياة إلى طبيعتها بالمغرب ..ما بعد فيروس كورونا

قضايا المجتمع

02/04/2020 08:30:00

أخبارنا المغربية ــ و م ع

كيف ستعود الحياة إلى طبيعتها بالمغرب ..ما بعد فيروس كورونا

بقلم: بثينة رفيق

يعيش المغرب تجربة غير مسبوقة في إطار معركته ضد فيروس كورونا المستجد. ورغم أن الخروج من هذه الأزمة مايزال يبدو بعيد التحقق، فإن الأثر النفسي والاجتماعي للوباء أضحى جليا وسيستمر كذلك حتى بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.

فمنذ 20 مارس الماضي وشوارع المملكة فارغة، حيث أغلقت المقاهي والمطاعم ودور السينما والحمامات والمساجد أبوابها. ويأمل المغاربة الذين يلتزمون بفترة الحجر الصحي، في الخروج مرة أخرى من بيوتهم ولقاء أقربائهم وأصحابهم، واستئناف حياتهم اليومية.

في تدوينة على حائطه على الفايسبوك، كتب منير أنه بعد أزيد من 10 أيام من الحجر الصحي، استطاع خلالها حماية نفسه من العدوى بفيروس (كوفيد- 19)، فقد أصبح يشعر بالملل على الرغم من إدمانه على القراءة.

ويضيف هذا الأب المنحدر من مدينة الدار البيضاء أنه "من الصعب جدا أن تجد نفسك في شقة تتحول فجأة إلى فصل مدرسي، وتارة إلى فضاء للعب، أو مساحة للعمل عن بعد"، معتبرا أنه من الضروري التسلح بمهارات متعددة للتأقلم مع وتيرة هذه الحياة الجديدة.

وفي انتظار انقشاع غمة هذا الوباء، فرضت عادات جديدة نفسها في الحياة اليومية، فبين غسل اليدين عدة مرات في اليوم، وتبادل التحية مع العائلة والأصدقاء دون مصافحة أو تقبيل، واعتماد العمل عن بعد، ووفرة في وقت الفراغ، قام الكثير من الناس بإعادة النظر في نمط حياتهم.

والأكيد أنه بعد الحجر الصحي، ستكون هناك "عودة إلى الحياة"، لكنها ستكون موسومة بقواعد جديدة وعادات أخرى وطرق للعيش المشترك.

وفي هذا الصدد، يرى الطبيب النفساني، رضا محاسني، أن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا لخفض مستوى اليقظة الصحية إلى مستواه الأولي.

وأوضح السيد محاسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الوباء ليس له سلبيات فقط، مشيرا إلى أن هذا الوضع غير المسبوق في المملكة سمح "بتجديد الثقة في هياكل الدولة، ولا سيما المستشفى والإدارة العمومية ووسائل الإعلام".

وفي ما يتعلق بالسلوكات، قال السيد محاسني "إنه ليس بالإمكان الآن تقييم أثر الحجر الصحي على المغاربة"، مشيرا إلى أنه عندما يزول هذا الوباء، سيجد المغاربة أنهم استعانوا وأزالوا الغبار عن قيم قديمة ستمكن مستقبلا من إرساء أسلوب جديد للعيش المشترك.

ومن هذا المنطلق، يتابع المتحدث، فإن هذا الحجر الصحي يتيح لنا التساؤل حول علاقتنا بالعمل والأسرة والأطفال. كما أن الأمر يتعلق، بطريقة أو بأخرى، بعودة إلى ما هو رئيسي وتجربة جديدة من شأنها أن تمكن من "قبول الآخر".

وقال بهذا الخصوص، إن الحجر الصحي "سيكون له تأثير نفسي واجتماعي وسلوكي، حيث سيتعلم الأزواج كيفية التعامل مع التوترات التي لم تكن ظاهرة في السابق".

وأضاف السيد محاسني "مررنا، خلال هذا الحجر الصحي، بثلاث مراحل، تتمثل أساسا في الحماس، وتقبل الأمر الواقع والحقيقة. وأصبحت العديد من الأنشطة الجديدة، خلال هذه المراحل، تكتسي أهمية بالغة، لا سيما الطهي والقراءة وما إلى ذلك. كما أن الوقت يحثنا على التساؤل عن الطريقة التي يجب علينا أن نملأه بها".

كيف إذن سيكون المغرب في المرحلة الرابعة؟ من الصعب رسم صورة دقيقة. الشيء الواحد المؤكد هو وجود العديد من التغييرات. سيتم تعزيز الروابط وسيكون مستوى اليقظة الصحية أعلى.

وبالعودة إلى جدار منير على فايسبوك، فقد كتب أيضا أنه من بين النتائج الإيجابية لهذا الحجر الصحي أنه سمح له بالتصالح مع المطبخ.

وبابتهاج يقول هذا الأب في ختام تدوينته أن "هذا الموضوع أضحى مرادفا للتعايش والنقاش والمحادثات الشيقة، بين الرجال، ومع طفلي البالغ من العمر 5 سنوات بجانب الفرن. يا لها من سعادة!".

وهكذا أتاح فيروس كورونا المستجد، الذي لا يقل شأنا عن الأزمات المالية والحروب العالمية، للأفراد التساؤل حول نمط عيشهم، وتحديد ما هو مهم، والتخلي عن ما لا فائدة منه. هي دروس قيمة سنستخلصها من أزمة صحية أودت للأسف بحياة آلاف الأشخاص حول العالم.

مجموع المشاهدات: 12230 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (4 تعليق)

1 - rachid
Maroc
الاكيد ان من فواءدالحجر الصحي هو النقص الكبير في الثلوث يعني ان كوكب الارض في حاجة لهده الهدنة شهرا كل سنة و الحمد لله.
مقبول مرفوض
1
2020/04/02 - 09:04
2 - محمد
stop
هذا ليس وباء بل هو إبتلاء من الله عز وجل.عندما يكثر الضلم والفساد في الارض اعلمو ان الله شديد العقاب يجب على الانسان ان يحترم حدود الله.
مقبول مرفوض
1
2020/04/02 - 09:48
3 -
لقد اعطاكم المواطن ازعيتر درسا و الطريقة التي يمكن اتباعها فلاداعي : ل بلا بلا .... والله المغرب محتاج الى 3 من اصل زعيتر .
مقبول مرفوض
0
2020/04/02 - 10:18
4 - Aziz
الى صاحب التعليق التاني
إلى صاحب التعليق التاني،عن أي ابتلاء تتحدث،ماذنب شيخ هرم عجوز،ماذنب طفل صغير ان يصيبه هذا الفيروس،الم يجد الهك ابتلاء سوى قتل وتعذيب البشرية،ياهذا الوباء اغلق المساجد،واقفل مكة،الوباء لم يفرق بين المسلم والكافر،لم يفرق بين الصغير والكبير،الهك يستمتع ويتلذذ برؤية الملايين يعانون، الهك يقول ادعوني استجب لكم،ويقول اني قريب،اجيب دعوة الداع اذا دعان،اين هو من كل هذا،والملايين يدعونه يوميا،هل ينتظر حتى يزداد عدد الموتى
مقبول مرفوض
0
2020/04/02 - 11:27
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟