هل يتحمل السكتيوي مسؤولية الأداء الباهت لـ"الأسود" في كأس العرب؟
أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة
تثير مشاركة المنتخب الوطني الرديف في بطولة كأس العرب المقام حاليا بقطر، جدلا واسعًا بين الجماهير المغربية التي صبت جام غضبها على المدرب "طارق السكتيوي" بسبب ما اعتبرته "سوء اختياراته البشرية".
لكن هل فعلاً يتحمل " السكتيوي" وحده مسؤولية هذا الأداء الباهت الذي بصم عليه "الأسود" رغم تأهلهم لدور الربع؟
كما هو معلوم لدى الجميع، فالمنتخب الرديف تم جمعه قبل بداية كأس العرب بفترة قصيرة جدًا، ما أعاق المدرب من تنفيذ خطة إعداد شاملة أو تجربة جميع اللاعبين، وهو ما يفسر إلى حد كبير بعض التذبذب في الأداء، إضافة إلى الالتحاق المتأخر لعدد من العناصر بالدوحة بسبب التزاماتها مع فرقها في منافسات دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية.
إلى جانب تلك الإكراهات، فقد شكلت الإصابات ضغطًا إضافيًا رهيبا على المدرب، الذي حرم في الوقت الميت من لاعبين بارزين من قبيل يوسف ميهري، حمزة الهنوري، أشرف بنشرقي إضافة إلى الهداف أسامة المليوي العائد من الإصابة، ما زاد من صعوبة تكوين تشكيلة متوازنة وسريعة التجاوب مع متطلبات المباريات، ما أثار تساؤلات عريضة لدى بعض المتابعين الذين يروا أن "السكتيوي" كان عليه في ظل هذه الظروف الصعبة أن يمنح الفرصة للاعبين محليين (ولو بخبرة وسن أصغر)، إلا أن البعض الآخر من المتفاعلين مع الموضوع شددوا على أن ضيق الوقت وطبيعة البطولة القصيرة يجعل دمجهم تحديًا كبيرًا، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى خبرة اللاعبين المتاحين لضمان النتائج، ما يفسر اللجوء إلى محترفي الخليج رغم عامل كبر السن.
آراء المتابعين كانت متباينة، فهناك من يرى أن السكتيوي "يشتغل في ظروف عكسية تمامًا مقارنة مع زميله "وليد الركراكي" على سبيل الذكر، حيث تم رميه ما مرة (وديما في الدقيقة التسعين) في مهمات صعبة من قبيل أولمبياد باريس وبطولة الشان الأخيرة، وفي كل مرة كان يحقق نتائج مبهرة (الميدالية البرونزية في الأولمبياد والتتويج بلقب الشان)، ما يعني بحسب كثير من المتابعين أن الخلل الحقيقي في من يتخذ قرارات في الوقت الميت، في إشارة إلى الجامعة الوصية التي كان عليها التفكير في إعداد فريق تنافسي خلال مدة كافية.
وعليه، يشدد عدد من المتابعين على أن السكتيوي أنقذ ماء وجه المغرب في مناسبات عدة وقدم أداءً محترمًا رغم ضيق الوقت والغيابات، مؤكدين أن النقد يجب أن يركز على ظروف العمل أكثر من التركيز على الأداء الفردي للمدرب.
ذات المهتمين يروا أن السكتيوي الذي تمكن من قيادة المنتخب إلى ربع نهائي كأس العرب رغم كل الاكراهات سالفة الذكر، يكون قد حقق إنجازا مهما، ما يعكس مرونته وقدرته على إدارة فريق شبه مكتمل في وقت محدود والحفاظ على مستوى تنافسي محترم، مؤكدًا مهاراته التكتيكية وإدارته للضغوط.
وكدليل على ذلك، يرى عدد من المتابعين أن الفوز على المنتخب السعودي بلاعبيه الكبار والميزانيات الضخمة المرصودة إليه، يؤكد أن السكتيوي نجح في هذا الاختبار الصعب، مشددين على أن الإطار الوطني قادر على تحقيق المفاجأة، فقط يلزمه قليل من الوقت لتصحيح ما يمكن تصحيحه.
