بين غضب الجماهير وضيق هامش الخطأ.. ماذا على الركراكي فعله لإنقاذ “أسود الأطلس” في الكان؟

بين غضب الجماهير وضيق هامش الخطأ.. ماذا على الركراكي فعله لإنقاذ “أسود الأطلس” في الكان؟

أخبارنا المغربية- محمد الميموني

أدخل الأداء الباهت للمنتخب المغربي في أولى مباريات كأس أمم إفريقيا، والتعادل المخيب أمام مالي، الناخب الوطني وليد الركراكي في نفق ضيق لم يعشه منذ ملحمة مونديال قطر. 

فالغضب الجماهيري غير المسبوق، والانتقادات الإعلامية المتصاعدة، والتصريحات المثيرة للجدل، كلها عوامل جعلت المرحلة الحالية مفصلية، حيث لم يعد مقبولاً الحديث عن الطموح دون ترجمة ذلك داخل المستطيل الأخضر.

أول ما بات مطلوباً من الركراكي هو الاعتراف الضمني بأن الاختيارات السابقة لم تكن موفقة، والتخلي عن منطق التقليل من حجم الانتقادات. فالجماهير التي تملأ المدرجات وتتابع المباريات بشغف ليست “5 في المائة” كما جاء في أحد تصريحاته، بل هي مرآة حقيقية لمستوى المنتخب، وأي تجاهل لنبضها لن يزيد إلا في تعميق الشرخ القائم.

ثانياً، يفرض الواقع على الناخب الوطني تحرير التشكيلة من الأسماء التي فقدت نجاعتها، ومنح الفرصة للاعبين الأكثر جاهزية وحيوية، بعيداً عن منطق الثقة المطلقة أو “الولاء” لأسماء بعينها، فعودة أشرف حكيمي، بصفته قائداً وأحد أفضل لاعبي إفريقيا، يجب أن تُستثمر تكتيكياً، لا فقط معنوياً، سواء عبر استعادة التوازن الدفاعي أو خلق التفوق العددي في الرواق الأيمن.

وفي وسط الميدان، تبدو الحاجة ملحة إلى القطيعة مع الجمود، والبحث عن لاعبين قادرين على الربط بين الخطوط وصناعة اللعب تحت الضغط، والحديث هنا عن إعادة الصيباري إلى موقع صناعة اللعب ومنح مركز الارتكاز للعيناوي، من أجل التحكم في الإيقاع، ما قد يمنح المنتخب نفساً جديداً افتقده في المبارتين السابقتين، ويخفف العبء عن الخط الخلفي.

أما هجومياً، فلا مجال للاستمرار في العقم نفسه، فالمنتخب بحاجة إلى تنويع الحلول الهجومية، وعدم الارتهان للعرضيات أو الاجتهادات الفردية. اللعب بثلاثي هجومي متحرك، ومنح الحرية للاعبين الموهوبين، مثل الزلزولي وأخوماش، قد يكون المدخل الحقيقي لفك شيفرة الدفاعات المتكتلة التي اعتادت المنتخبات الإفريقية اعتمادها أمام المغرب.

ويبقى العامل النفسي عنصراً حاسماً في ما تبقى من مشوار “الأسود”، فعلى الركراكي أن يعيد ترميم الثقة داخل المجموعة، وأن يتعامل بواقعية مع الضغط، لا بمواجهته بتصريحات قد تُفهم كتحدٍ للجماهير، فالتاريخ لا يرحم في البطولات القارية، والخطأ فيها لا يُصحَّح دائماً.

اليوم، لم يعد المطلوب خطابات متفائلة أو مقارنات مع منتخبات أخرى، بل قرارات شجاعة داخل الملعب، فالمنتخب المغربي يملك الإمكانيات، واللاعبين، والدعم الشعبي، لكنه يحتاج قبل كل شيء إلى مدرب يُصغي، يراجع، ويُصحح.. قبل فوات الأوان.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة