صدق أو لا تصدق.. حسرة كبيرة بين جماهير مغربية بعد إقصاء الجزائر من كأس العرب

في موقف قد يبدو غريباً لأي متابع، عبّرت جماهير مغربية عن خيبة أملها الكبيرة عقب إقصاء الجزائر من منافسات كأس العرب على يد منتخب الإمارات الشقيق، لكن المفاجأة الحقيقية أن المغاربة لم يشعروا بالارتياح لفوز الإمارات، رغم عمق العلاقات والقرب التقليدي بين البلدين، بل كانوا يتمنون بشدة أن يتجاوز "الخضر" منافسهم الإماراتي!

السبب بحسب ذات الجماهير لم يكن نابعا من منطلق روابط الأخوة والجوار التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، بل لرغبة في مواجهة جديدة بين "الأسود" و"الخضر" لإعادة بهدف الثأر لهزيمة سابقة في نفس المسابقة التي تحتضنها قطر. باختصار، كان حلم الجماهير المغربية هو مشاهدة مباراة مثيرة ومليئة بالتشويق، حيث يخرج الخصم السابق منتصراً بطريقة تحقق "متعة الانتقام" قبل المواجهة الكبرى.

في سياق متصل، تمنت الجماهير المغربية أن تمتد هذه المباراة لأشواط إضافية، ويهزم الجزائريون الإمارات بضربات الترجيح، لكن ليس فقط للدراما أو التشويق، بل لكي يُستنزف لاعبو الجزائر جسدياً ونفسياً قبل مواجهة المغرب، ليصل الفريق إلى اللقاء الكبير منهكاً. هنا تتحول كرة القدم من مجرد مباراة إلى منصة لسخرية القدر ولخطة جماهيرية ذكية، حيث يشجع الجمهور خصمه السابق ليس حباً فيه، بل لإحداث أقصى إرهاق ممكن قبل لقاء الثأر الحقيقي.

الكرة هنا لم تعد مجرد لعبة، بل مسرحاً للمفارقات الغريبة، صدق أو لا تصدق.. المغاربة يقفون مع الجزائريين ضد الإمارات، ليس بدافع الحب، بل بدافع المتعة والتخطيط النفسي لليوم الكبير، حيث يلتقي الفريقان في مواجهة يتمنى كل مشجع أن تكون درامية ومثيرة كما شاهدها في خيال الجماهير.

صدق أو لا تصدق، كأس العرب لم تكن مجرد بطولة، بل تجربة سخرية كروية غير مسبوقة، حيث يمكن أن تشجع خصمك السابق، ليس من أجل النصر له، بل لتسهيل انتصارك لاحقاً… بطريقة عبقرية، وعاطفية، وغريبة في الوقت نفسه.