آخر تمظهرات الحقد.. حجب التلفزيون الجزائري للعلم المغربي يثير استغراب الجزائريين أنفسهم

آخر تمظهرات الحقد.. حجب التلفزيون الجزائري للعلم المغربي يثير استغراب الجزائريين أنفسهم

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

في مشهد إعلامي غير مفهوم ومثير للسخرية في الآن ذاته، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، لقطات موثقة من بث التلفزيون الجزائري الرسمي، تظهر تعمد القناة حجب العلم المغربي أثناء عرض نتائج مباريات كأس إفريقيا المقامة بالمملكة، في خطوة اعتبرها كثيرون سقوطا مهنيا جديدا ومظهرا إضافيا من مظاهر العداء غير المبرر تجاه كل ما هو مغربي.

وتبرز الفيديوهات المتداولة بوضوح طريقة عرض نتائج المباريات، حيث يظهر اختصار اسم المنتخب المغربي “MAR” مرفوقا بنتيجة اللقاء مع مالي، مقابل تغييب العلم الوطني المغربي بشكل لافت، في وقت تعرض فيه أعلام باقي المنتخبات دون أي حرج أو حذف، وهو ما جعل المتابعين يتساءلون عن الدافع الحقيقي وراء هذا السلوك، خاصة وأن الأمر يتعلق ببلد تستقبل سلطاته وشعبه منتخب الجزائر بحفاوة، ما يفترض في وسائل إعلام الكبرانات لزوم الحياد والالتزام بالمعايير المهنية المتعارف عليها دوليا.

ولم يثر هذا التصرف استغراب المغاربة فقط، بل فجر موجة انتقادات داخل الأوساط الجزائرية نفسها، حيث عبر جزائريون، عبر منصات التواصل، عن إحراجهم مما وصفوه بـ”التصرف الطفولي” و”التسييس المفرط للإعلام العمومي”، معتبرين أن تغييب علم الدولة المنظمة للبطولة، وعضو فعال في مختلف الهيئات الرياضية القارية والدولية، لا يخدم صورة الجزائر ولا إعلامها، بل يسيء إليه ويكشف حجم التوتر الذي بات يتحكم في بعض غرف التحرير.

ويرى متابعون أن هذه الممارسات الإعلامية، التي تتكرر كلما ذكر المغرب في سياق رياضي أو ثقافي، تعكس حالة من الارتباك وغياب الرؤية داخل الإعلام الرسمي الجزائري، الذي أصبح، بحسب تعبيرهم، أسير حسابات سياسية ضيقة، حتى في مجالات يفترض أن تبقى بعيدة عن التجاذبات، وفي مقدمتها الرياضة.

وفي مقابل هذا السلوك، يواصل الإعلام المغربي، الرسمي والخاص، التعامل مع الشأن الرياضي بروح احترافية، عارضا الوقائع كما هي، دون السقوط في منطق الإقصاء أو الإنكار الرمزي، وهو ما يجعل الفارق واضحا بين إعلام يحترم ذكاء المشاهد، وآخر يغامر بمصداقيته في سبيل تصفية حسابات لا يفهمها المتلقي.

ويؤكد متتبعون أن حجب العلم المغربي من الشاشة التلفزيونية الرسمية للجزائر لن يغير من الحقائق شيئا، ولن يحجب حضور المغرب في المحافل القارية والدولية، بقدر ما يطرح أسئلة محرجة حول حدود المهنية والاستقلالية داخل الإعلام الجزائري، ويؤكد مرة أخرى أن بعض مظاهر الحقد، حين تتسلل إلى الإعلام، تتحول إلى مادة للتهكم بدل أن تكون أداة للتأثير.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة