تدوينة "كلها سم".. هل يطعن "دراجي" في مصداقية "كان المغرب " أم يهيء الجزائريين لانتكاسة وشيكة؟
أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة
في الوقت الذي يرفع فيه المغرب سقف التنظيم والإبهار في أفضل نسخة لبطولة أمم إفريقيا علىالإطلاق، ويشيد العالم بكل التفاصيل الاستثنائية على الأرض، اختار بوق حفيظ دراجي أن يسبح في مياه الشك والريبة. دراجي الذي يظن نفسه أذكى من الجميع، لم يكتفِ بالتشكيك في مصداقية البطولة، بل حاول أيضًا تهيئة الشارع الجزائري لاحتمال إقصاء منتخب الخضر، خاصة بعد أن استشعر قوة وصعوبة الخصوم الذين قد يواجههم منتخب بلاده في الدور الثاني.
ففي تدوينة نشرها عبر صفحته الفيسبوكية، قال دراجي: إن رواد المجموعات الأربع الأولى في كأس أمم إفريقيا بالمغرب سيواجهون أصحاب المركز الثالث في ثمن النهائي، "إلا الجزائر وحامل اللقب كوت ديفوار عن المجموعتين الخامسة والسادسة، حيث سيواجهان صاحبي المركز الثاني". وظهرت هنا عبارة "إلا الجزائر" التي يفهم منها القارئ قصد دراجي في الإشارة إلى استثناء يُفترض أنه مؤامرة أو تحيز ضد منتخب بلاده، في رسالة ضمنية أخرى تحمل إيحاءات غير مدعومة بأي دليل رسمي.

لكن الحقائق الرسمية واضحة تمامًا: نظام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) ينص على أن مواجهة ثمن النهائي تُحدد وفق ترتيب الفرق في مرحلة المجموعات، حيث يلتقي متصدر كل مجموعة بأحد أفضل أربعة فرق حلت في المركز الثالث، بينما يواجه أصحاب المركز الثاني فرقًا متصدرة من مجموعات أخرى، بما يضمن العدالة الرياضية والشفافية التامة. مواجهة الجزائر مع السنغال أو الكونغو ليست سوى انعكاس طبيعي لنتائج المنتخب في مرحلة المجموعات، ولا يمكن بأي حال اعتبارها "مؤامرة" كما يوحي دراجي.
العبارة التي استخدمها لاحقًا "والله خير الماكرين" تأتي لتغذية القلق والشك لدى الجماهير الجزائرية، لكنها تفتقر إلى أي دليل رسمي أو منطقي. الواقع أن كل التصنيفات والمواجهات معلنة وموثقة من قبل CAF، واللوائح واضحة منذ البداية، مما يجعل محاولة ربط أي نتيجة بالمؤامرات مجرد خدعة إعلامية تهدف لإثارة البلبلة أكثر من كونها تحليلاً حقيقيًا.
يبقى الدور الحقيقي للإعلام تقديم الحقائق وتحليل المباريات واللوائح بموضوعية، وليس إطلاق الافتراضات المريبة أو التلاعب بمشاعر الجماهير.
الجزائر تواجه منافسيها في الملعب، والنتائج تُحدد بالروح القتالية والأداء الفني، وليس بالكولسات أو التفسيرات الخيالية التي يروج لها بعض الإعلاميين.
