مصير الشخص الذي احتجز ابن جيرانه لثلاثة عقود بدافع "الشعوذة"

مصير الشخص الذي احتجز ابن جيرانه لثلاثة عقود بدافع "الشعوذة"

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

أصدر القضاء الجزائري حكمه بالسجن مدى الحياة في حق الشخص الذي احتجز ابن جيرانه بمنزله منذ عام 1996، قبل أن يتم العثور عليه في شهر ماي الماضي داخل حفرة مغطاة بالتبن في زريبة أغنام.

وأصدر مجلس قضاء الجلفة في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء، الحكم بعد جلسة محاكمة ماراثونية استمرت لساعات طويلة، في الملف الذي يتابع فيه خمسة متهمين، وُجِّهت لبعضهم تهمة عدم تبليغ السلطات المختصة، وهو الفعل المنصوص والمعاقب عليه بموجب القانون المتعلق بالوقاية من اختطاف الأشخاص ومكافحته، والقانون المتعلق بالوقاية من الإتجار بالبشر.

ونطقت محكمة الجلفة بعقوبة السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي في القضية، الذي ثبت للمحكمة أنه "مشعوذ"، فيما جرى إدانة شخصين آخرين بالسجن النافذ لمدة سنة بتهمة عدم التبليغ، واستفاد آخران من البراءة.

وتعود وقائع القضية إلى شهر ماي الماضي، حينما تم العثور على الضحية الذي يدعى عمر بن عمران، داخل حفرة مغطاة بالتبن في زريبة أغنام، في حالة مأساوية، بثياب رثة ولحية كثيفة.

وذكر بيان النيابة العامة بمحكمة الجلفة آنذاك أنها تلقت شكوى من المدعو (ب.ل) بأن شقيقه (ب.ع)، المفقود منذ نحو 28 سنة، موجود في منزل جارهم ببلدية القديد داخل زريبة أغنام. وأضاف البيان: "إثر هذا البلاغ، تم فتح تحقيق معمق وانتقال عناصر من الشرطة القضائية إلى المنزل المذكور".

وتابع البيان: "وفعلا، تم العثور على الشخص المفقود المدعو (ب.ع) وتوقيف المشتبه فيه، مالك المسكن، البالغ من العمر 61 سنة"، حيث أمرت النيابة العامة بتقديم المشتبه به أمامها فور انتهاء التحقيق.

وجرى حينها تداول فيديو صادم على نطاق واسع، يظهر لحظة العثور على المختطَف وهو في حفرة مغطاة بالتبن، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد روادها أن عائلة الضحية كانت تعتقد أنه تم اختطافه واغتياله من جماعات مسلحة، مثل تلك التي كانت تنشط بالجزائر خلال سنوات التسعينيات، عندما كان عمره 16 عامًا.

وبعد العثور على الشاب بن عمران عميرة، بدأ أقاربه وإخوته يحتضنونه ويبكون من شدة الفرح، حيث بدا عليه تلعثم في النطق، ثم سرعان ما فكت عقدته وبدأ يسلم على من يعرفهم من الجيل المعاصر له ويناديهم بأسمائهم. وقال لهم: "كنت أراكم من وراء النافذة داخل المنزل، لكنني لا أقدر على أن أفتح الباب وأخرج إلى الخارج، وكأن قوة قاهرة بداخلي تمنعني وتمنع حتى مناداتكم".

وأضاف: "كنت أرى والدي من وراء النافذة متجهًا إلى المسجد"، كما أنه كان يعرف الكثير من الأخبار، بما فيها وفاة والدته، لكنه مرصود من طرف الجاني، كأنه آلة يتحكم فيها كما يشاء.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات