تقارب أمريكي مغربي يثير قلق إسبانيا.. لماذا تفضل واشنطن الرباط شريكاً إقليمياً على حساب مدريد؟
أخبارنا المغربية- علاء المصطفاوي
بدأت ملامح تحالف استراتيجي متين تتشكل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما بات يثير قلق بعض الحلفاء التقليديين لواشنطن، وعلى رأسهم إسبانيا، التي ترى في هذا التقارب تهديداً لمكانتها كشريك رئيسي في المنطقة.
وتجلّى هذا القلق بشكل واضح من خلال تقرير نشره مركز الدراسات العليا للدفاع الوطني الإسباني (CESEDEN) التابع لوزارة الدفاع، في نونبر 2023، حيث أكد التقرير أن واشنطن باتت تُفضّل الرباط على مدريد كشريك إقليمي في شمال إفريقيا، معزياً ذلك، من بين أسباب أخرى، إلى التقارب المغربي الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن الأهمية الجيوسياسية للمغرب تلعب دوراً محورياً في هذا التحول الأمريكي، نظراً لموقعه الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا والمحيط الأطلسي، ما يمنح واشنطن منفذاً استراتيجياً لمراقبة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والهجرة غير النظامية، فضلاً عن كونه سداً منيعاً أمام تمدد النفوذ الصيني والروسي داخل القارة السمراء.
في الجانب العسكري، عزز البلدان تعاونهما من خلال مناورات "الأسد الإفريقي" المشتركة، التي تشارك فيها القوات المسلحة الملكية إلى جانب القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، كما حصل المغرب على تجهيزات عسكرية متطورة من الولايات المتحدة، ما يعكس مستوى الثقة الكبير في الشراكة الدفاعية بين الطرفين.
السياسة أيضاً كان لها دورها، فقد اتخذت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب خطوة غير مسبوقة سنة 2020، باعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، وهي الخطوة التي لم يتراجع عنها الرئيس الديمقراطي جو بايدن، رغم تحفظه الإعلامي. هذا الموقف الأمريكي أربك إسبانيا التي ظلت لسنوات تتبنى موقف الحياد، قبل أن تغير موقفها لاحقاً تحت ضغط التحولات الإقليمية.
في المقابل، تبدو العلاقة بين واشنطن ومدريد أكثر تحفظاً، رغم الشراكة التاريخية في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث لا تزال نقاط الاختلاف قائمة، خاصة بخصوص منطقة شمال إفريقيا التي يبدو أن الولايات المتحدة باتت ترى فيها الرباط الحليف الأكثر دينامية وواقعية.

هشام
تبرير واهي
تيجيني الضحك ملي تنسمع لمراقبة الهجرة غير النظامية