وصية البابا الأخيرة تخرق تقليداً دام 3 قرون

في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 300 سنة، نشر الموقع الرسمي للفاتيكان وصية البابا فرنسيس، الذي وافته المنية الإثنين، إثر جلطة دماغية أدت إلى غيبوبة وفشل في الدورة الدموية، وفقاً لما ورد في شهادة الوفاة الرسمية الصادرة عن الفاتيكان.

الوصية، التي كتبها البابا قبل ثلاث سنوات، كشفت عن رغبة شخصية صادمة لكثيرين داخل الكنيسة، حيث عبّر فرنسيس عن أمنيته بأن يُوارى الثرى في قبر بسيط تحت الأرض داخل كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري وسط العاصمة الإيطالية روما، بدلاً من أن يُدفن في سرداب كاتدرائية القديس بطرس كما جرت عليه عادة الباباوات.

وجاء في وصيته المؤثرة:

"أتمنى أن تُختتم رحلتي الأرضية الأخيرة تحديداً في هذه الكاتدرائية العريقة، حيث كنتُ ألجأ للصلاة في بداية ونهاية كل رحلة أقوم بها."

كما شدد فرنسيس على أن قبره يجب أن يكون متواضعاً وبعيداً عن الزخارف، مكتفياً بنقش واحد فقط يحمل اسمه اللاتيني:

"فرنسيسكوس."

اللافت في الأمر أيضاً أن تكاليف دفنه لن تتحملها الكنيسة، بل ستُغطى، بحسب وصيته، من مبلغ تبرع به شخص مجهول الهوية.

وفي ختام وصيته، توجّه البابا الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً:

"ليجزي الربّ من أحبّوني ويواصلون الصلاة من أجلي جزاءً مستحقاً"،

مؤكداً في الوقت ذاته استمراره بالصلاة "من أجل السلام في العالم والأخوة بين الشعوب".

هذا، ولا يزال جثمان البابا يرقد حالياً في كنيسة دار الضيافة سانتا مارتا، في انتظار نقله الأربعاء إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث ستُتاح للزوار فرصة إلقاء النظرة الأخيرة عليه.

وقد أعلن الفاتيكان الثلاثاء أن مراسيم الجنازة الرسمية ستُقام يوم السبت المقبل، ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش.