نكاية في المغرب.. الرئيس الجزائري يُلقي خطابًا أغرب من الخيال يؤكد مجددًا أنه يعيش في عالم موازٍ! (فيديو)

نكاية في المغرب.. الرئيس الجزائري يُلقي خطابًا أغرب من الخيال يؤكد مجددًا أنه يعيش في عالم موازٍ! (فيديو)

أخبارنا المغربية – عبد الإله بوسحابة

من جديد، عاد الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" لإثارة الجدل بعد أن صرّح خلال خطابه، الجمعة الماضي، بمقر وزارة الدفاع الوطني، أن بلاده باتت من كبار المساهمين في "بنك البريكس"، وأن عائدات الفوسفاط ستُعادل مداخيل المحروقات قبل نهاية سنة 2026، مضيفًا بثقة أن الجزائر ستصبح أول دولة منتجة للفوسفاط بكمية 10 ملايين طن سنويًا.

تصريحات "تبون" الجديدة أثارت استغراب كل المراقبين، الذين رأوا فيها استمرارًا لنهج "الإنجازات الوهمية" التي أصبحت سمة الخطابات الرئاسية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، حيث تُصاغ الشعارات بلغة حماسية بعيدة عن المعطيات الاقتصادية الدقيقة.

في هذا السياق، يرى عدد من المتتبعين أن حديث "تبون" عن الجزائر كأحد كبار المساهمين في بنك البريكس لا يستند إلى أي أساس واقعي. فوفقًا للبيانات المنشورة على الموقع الرسمي لبنك التنمية الجديد (New Development Bank)، وهو الذراع المالي لمجموعة البريكس، لم تُصبح الجزائر عضوًا رسميًا إلا في ماي الماضي، بعد المصادقة على عضويتها بحصة قدرها 6140 سهمًا فقط، تعادل 614 مليون دولار أي بنسبة 1.15% من رأس المال الموقّع، وهي مساهمة متواضعة مقارنة بدول أخرى مثل مصر التي تمتلك 2.24%.

ويشير ذات المراقبين إلى أن الدول المؤسسة للبنك من قبيل الصين، روسيا، البرازيل، الهند، جنوب إفريقيا، ما تزال تمتلك أكثر من 75% من حقوق التصويت، ما يجعل تأثير الجزائر في قرارات البنك شبه رمزي، عكس ما أراد الرئيس تصويره أمام الرأي العام.

ومن جهة أخرى، يعتبر خبراء الاقتصاد أن "المعجزة الفوسفاطية" التي بشر بها "تبون" الشعب الجزائري، لا تتعدى حدود الخطاب الدعائي، إذ تُظهر الأرقام أن مداخيل الجزائر من المحروقات تتراوح بين 35 و40 مليار دولار سنويًا، في حين أن صادرات الفوسفات الحالية لا تتجاوز 2 مليون طن سنويًا.

خبراء في الاقتصاد شددوا على أن تحقيق مداخيل موازية للمحروقات عبر الفوسفاط أمر مستحيل في الأفق القريب، مشيرين إلى أن "سعر الطن في السوق العالمية يتراوح بين 130 و160 دولارًا، ما يعني أن الجزائر تحتاج إلى تصدير أكثر من 260 مليون طن سنويًا لتحقيق رقم يعادل مداخيل الطاقة، وهو ما يفوق قدراتها الإنتاجية بعشرات المرات".

وفي سياق متصل، تُشير معطيات من تقارير دولية حديثة، بينها تقارير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، إلى أن ترتيب الجزائر في إنتاج الفوسفاط يبقى هامشيًا مقارنة بكبار المنتجين في العالم. فالصين مثلا، تتصدر القائمة بإنتاج يتجاوز 90 مليون طن سنويًا، يليها المغرب بحوالي 40 مليون طن وباحتياطي عالمي ضخم يمثل 70% من الإجمالي العالمي، فيما تنتج الولايات المتحدة أكثر من 20 مليون طن، والسعودية حوالي 10 ملايين طن.

ذات المهتمين يؤكدون أن "الجزائر، حتى لو بلغت سقف إنتاج 10 ملايين طن الذي تحدث عنه تبون، فلن تتجاوز المرتبة الخامسة عالميًا"، مشيرين إلى أن "احتياطي الجزائر من الفوسفاط، المقدر بنحو 3 مليارات طن، لا يمنحها أفضلية تنافسية أمام المغرب أو الصين".

أما مشروع "الفوسفاط المدمج" الذي تراهن عليه الحكومة الجزائرية في ولاية تبسة، فيؤكد اقتصاديون أنه ما يزال في مرحلة الإعداد ولم يدخل بعد مرحلة الإنتاج الفعلي رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على الإعلان عنه. ويعتبر باحثون في المجال أن "النظام الجزائري يحاول استثمار هذا المشروع لإضفاء شرعية اقتصادية على خطاب سياسي مأزوم، في وقت ما تزال فيه أغلب المشاريع الكبرى مؤجلة أو عالقة على الورق".

وفي مفارقة لافتة، توقف مراقبون عند التناقض الصارخ في خطاب "تبون"، حين أعلن في بداية خطابه أن الجزائر "لن تلجأ إلى الاستدانة أبدًا"، قبل أن يعود بعد دقائق ليقول إن "الاقتراض ممكن من أجل مشاريع ذات مردودية عالية"، في إشارة واضحة إلى الفوسفاط.

إلى جانب ذلك، يشدد ذات الخبراء على أن هذا التناقض "يعكس ارتباكًا في الرؤية الاقتصادية، فالرئيس يريد من جهة أن يُظهر الجزائر كقوة مالية قادرة على تمويل مشاريعها بنفسها، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام القروض الخارجية عندما يتعلق الأمر بوعود تحتاج إلى تمويل غير متاح".

ويرى متابعون للشأن الجزائري أن خطاب تبون الأخير يدخل ضمن سلسلة من الرسائل الدعائية التي تُقدَّم على أنها إنجازات وطنية، لكنها في العمق تندرج ضمن محاولة خلق "وهم الاستقرار والازدهار" قبيل الاستحقاقات المقبلة.

وبينما تواصل وسائل الإعلام الرسمية الترويج لصورة "الجزائر الجديدة القوية"، تكشف الأرقام الصادرة عن مؤسسات مالية دولية أن الاقتصاد الجزائري ما يزال يعاني هشاشة بنيوية، وانكماشًا في قطاعات حيوية، وتراجعًا في الاستثمارات الخارجية المباشرة.

وبهذا، يُجمع ذات المراقبين على أن خطاب "تبون"، بدل أن يُقنع الجزائريين بواقعية طموحاته، زاد من قناعة الرأي العام بأن السلطة في الجزائر ما تزال تراهن على لغة الوهم بدل لغة الأرقام، وعلى صناعة الزعامة بالشعارات بدل صناعة التنمية بالفعل.


عدد التعليقات (15 تعليق)

1

فاطمة الزهراء .

القوة المضروبة .

رئيس كذاب منافق رخيص مكروه غبي لكنه بهلوان مرح مضحك مؤنس وبهذا أتمنى له عمرا مديدا وولاية ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة ، كراهيته للمغرب وللمغاربة تابثة وهي عقيدتهم السياسة لنظامهم العسكري الفاشل .

2025/10/12 - 02:08
2

مراقب

يخطب وعينه على شنقريحة حتى لايخطئ فيما املي عليه

قولوا الله استر ونتمنى له رئاسية اخرى حتى نتمتع به وبخرجاته الرجل متمكن من الارقام والذكاء الاصطناعي وخبير في الاقتصاد ماشاء الله

2025/10/12 - 02:52
3

محمد

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

سيكون بإذن الله العلي العظيم من حطب جهنم هو ومن هم على شاكلته

2025/10/12 - 02:55
4

مغربي

عجيب

المشكل ليس في هذا الحكواتي لكن المرض العضال يتجلى في الشعب الذي يصدق هاته الترهات الايونية شعب يقبع في طوابير طويلة من أجل الحصول على كيس حليب يصدق أنه في أعلى المراتب

2025/10/12 - 03:07
5

بالواضح

نية مبيتة للتشويش علة المغرب

انا ما يهمني ان هناك تسريبات خطيرة وممنهجة ترمي الى البحث عن تخريب . وشغب في بطولة الكان المقامة بالمغرب من طرف اللقطاء الكراغلة . والذين سياتون بالخصوص من فرنسا . وسيحاولون الدخول الى المغرب ايضا من الزريبة المقيتة وكلهم من المخابرات الكرغولية ولهذا نطالب السلطات الامنية المغربية المراقبة الصارمة بل ورفص كل التاشيرات سواء للكراغلة او التوينسيين . هاته اخبار مؤكدة وينبغي الاخذ بها . بلادنا تتعرض لهجوم شرس وتحريف لكل الحقالق والضرب في كل المؤسسات

2025/10/12 - 03:19
6

عبدالله

حب التباهي

الخطاب موجه الى شعب يعشق البطولات الوهمية ،شعب لديه جنون العظمه ،فالجزاءري ان اردت السيطرة على مشاعره وبردعته قل له ان الجزائري هو الأول، الاعظم الاقوى ،الاذكى،شعب غريب وسهل السيطرة عليه ،ان كان انتاج 10 مليون طن من الفوسفاط يوازي ما تنتجه الجزائر من المحروقات ،فالمغرب الآن ينتج 40 مليون طن يعنى مداخيل المغرب من الفوسفاط هي اربع مرات مداخيلكم من المحروقات ،كفاك كذبا فقد بلغت من العمر عثيا.

2025/10/12 - 03:27
7

حسن المهاجر

الدولة الجزائرية

لماذا نحن كمغاربة نغار ! إنها القوة الضاربة وثالث اقتصاد عالمي وتمثل لافريقيا ما تمثله الصين للعالم وأحسن منظومة صحية في العالم ولنقل في إفريقيا فقط .. وتقوم بنهاية 2025 بتحلية مياه البحر شهريا بما يعادل مليار و 300 مليون متر مكعب وتتكلم بالأمم المتحدة بإسم ثلث البشرية وأول من إعترف باستقلال أمريكا وان دستور الأخيرة كتبه الأمريكان خوفا من الجزائر وهم من خاضوا الحروب نيابة عن العرب ضد إسرائيل وووووو وأنها قبلة الثوار ووووووو وكل ما يخطر ولا يخطر على بال .. اللهم لا حسد !

2025/10/12 - 04:00
8

مغربي

الصراحة

قال ماعنديش أطماع في ليبيا ولكن عندوا أطماع في المغرب

2025/10/12 - 05:47
9

عبدالله

مسيلمة الكذاب٢

الله يعطي لتنون غبارا تغبروا بهدل بالعرب

2025/10/12 - 07:09
10

Ben Haddou

كوب شاي مع قطعة خبز أفضل من 750 يورو من جزائري

يحبك المغاربة لأن تصريحاتك السخيفة تملأ وقتهم. كما يحبك المغاربة لأنك لن تفتح الحدود لمستشفى الأمراض النفسية في الجزائر. احتفظ بمهرّجيك معك، ثم استخدم إعلامك السخيف لدعم بعضكم البعض. المغرب ليس بحاجة إليك، لا خلال كأس أفريقيا ولا بعدها. نرضى بكأس شاي وقطعة خبز بدلًا من 750 يورو.

2025/10/12 - 07:16
11

من تيزي اوزو

جيش

الحمد لله عندنا جيش قوي ...... الحمد لله كل الدول قالوها لي.... الحمد لله الجيش الشعبي الجزايري ما يقدر شي واحد يقرب منو الحمد لله ... كل ما يقولها يشوف لشنگريحة واش راه عجباتو

2025/10/12 - 09:01
12

عبدو

نمور من ورق

مند الحملة الانتخابات لعمهم تبون إلى الآن، عدد المشاريع التي تحققت في عهده تفوق ما انجزته جميع دول العالم .ولكن الشيء العجيب والخطير في ان واحد هو ذلك الشعب المقهور الذي يصدق كل هاته الطرهات من عمهم تبون ،ويعتقدون انهم فعلا قوة ضاربة . جميع البلاتوهات لاحديت الا عن قوتهم وانجازاتهم الوهمية ،شعب مخبول .سبيطار ديال الحماق .

2025/10/13 - 01:10
13

ابن الشرق

التصدي

الفنا على مثل هكذا خرجات ، من اكبرهم سلما الى ادنانهم ، هذا الرئيس العجوز ، يغني على وطرتين ، الاولى داخلية موجة لشعبه المغفل ، الذي يتغذى على وهم الانجازات وكذب الارقام والعظمة المزيفة ،ثم خارجيا يحاول ان يرسل رسالة ازعاج لاصدقائه الاعداء الكلاسيكيين كما يحلو له ولعسكره ، لان يقوله لكن ذكاء اصدقائه الاعداء غير مبالين به ولو قطع المحيط سباحة في عمر عجزه ، اشكون داها فيك يالزميطة نهار العيد ، الغيض لا يموت به سوى مولاه

2025/10/14 - 04:28
14

مغربي حر

الجزائر تريد ان تصبح مثل المملكة المغربية ?

كل مايتكلم عليه يريد ان يعاند به المملكة المغربية لم يكفيه سرقة التراث المغربي من قفطان جلابة سلهام بلوزة .. وسرقة الزليج المغربي اي انجاز يتعلق بالمملكة المغريية يسرقه .فعلا اننا نجاور شعب عشرة فعقل شعب الهرطقات والكذب ههه

2025/10/15 - 01:18
15

Nono

النصر

في ظل وجود جميع المعطيات في جوجل لا يمكن لاي مسؤول الكذب على شعبه فجيل زيد يعرف كيف يتعامل مع المعلومة باحترافية ودقة خصوصا مع ظهور الذكأء الاصطناعي فحتى واطساب يمكنه مساعدتكعلى مأتطلبه لم يعد للمسؤول الا ان يقول الحقيقة ويعيش الواقع والا ستتسقط مصداقيته ثم ان المعطيات مهما علا شانها ان لم تظه على وجوه الشعب تبقى حبر على الورق فالهد من الرقي سعادة المواطن وليس تكديس المال والبهرجة

2025/10/17 - 12:52
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات