حلمي ندير لاكارط‏

حلمي ندير لاكارط‏

عبد السلام أقصو

 

قصة واقعية مقتبسة من صلب واقعنا المعيشي ، شاب يبلغ من العمر 22 سنة ،  يقطن بين فيافي الأطلس المتوسط إقليم إفران ، اختار له القدر اسم سفيان ، واختار له أن يحمل هما ومعاناة ويعيش أيامه غصة في حلقه ، لم تطأ قدماه مقاعد الدراسة ، و لم يمضي هو الآخر مراهقته و شبابه ، كباقي أقرانه ، بل ضل حبيس الإنفراد و الكتمان ، لهم ظل يراوده لسنوات .

يعيش سفيان على إيقاع بصيص الأمل الذي يحمله منذ نعومة أظافره، بعد أن تخلى عنه الأب وهو نطفة في رحم الأم، نتيجة لعلاقة «غير شرعية» ، وبعد الصمت و الخوف من العار و الفضيحة ، خصوصا عند الأسر المغربية الأمازيغية ، ليترعرع في كنف الجد ، وينتقل بعد وفاته إلى بيت خاله الذي يناديه  «عمي» .

وفي حديثنا مع سفيان الذي لا يرضى ، أن ينبش أحد في ماضيه المؤلم ، والذي يفضل أن ينساه وهو يرعى قطيعا من الغنم ، يحكي قبل أن ينفجر بكلمة «أنا أشنو ذنبي » ، أنا اليوم أعيش مع خالي ، بدون أي وثيقة إثبات للهوية ، وقد حاولت مرارا ، و بعدما بلغت العشرين من عمري التسجيل في سجل الحالة المدنية ، إلا أنني لم أتمكن من ذلك ، لأني لا اعرف القراءة و الكتابة ، ولا اعرف من أين أبدأ ، ولا إثبات لي ولا شهادة ولادة ، والدتي تركتني في بيت أخيها لتبدأ حياة جديدة  و من حقها ، إلا أنه من حقي أيضا أن أحصل على وثائق إثبات ، و بطاقة وطنية أتمكن من خلالها ، مغادرة القرية و بالتالي البحث عن عمل كباقي أقراني ، و كل ما أتمناه أن أجد من يمد لي يد العون و المساعدة في تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراودني منذ مدة ، وهو يستأنف الحديث سألته هل حاولت توكيل محامي لتبني قضيتك ، ليجيب بعد تنهيدة طويلة ، «الحالة ضعيفة ما عنديش باش» .

 

«أشنو ذنبي» كلمة يكررها سفيان بحرقة ، بعد مقارنة نفسه مع باقي الأصدقاء، لكن لا حيلة مع القدر سوى التجلد و الصبر ، ليبقى النداء مفتوحا ، لجمعيات المجتمع المدني ، وحتى هيئة المحاماة بآزرو، وكل الغيورين في هذا البلد، لمساندة هذا الشاب الذي يقول في الختام « بغيت ها نتسجل في الحالة المدنية و ندير لاكارط».  

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة