24/04/2017 16:56:00
الصادق بنعلال
يشهد العالم راهنا تقدما مدهشا في الميدان التكنولوجي ، إلى حد يعجز فيه المرء عن ملاحقة ما يصدر و بشكل سريع ، من ابتكارات جديدة و متطورة . و يعرف مجال النشر الثقافي انعطافة مفصلية لم يشهد الإنسان لها مثيلا من قبل ، فأصبحنا أمام منافسة شديدة بين كل من الكتاب الورقي التقليدي و الكتاب الإلكتروني الجديد . فما هي الاستراتيجية المثلى و الكفيلة بجعلهما أداة كفيلة بإنجاز مهمة التوعية الراقية لدى القارئ الشغوف بعالم الثقافة ؟
فعلى صعيد المضمون يمكن القول بأن كلا منهما يهدف إلى تحقيق وظائف نبيلة ، تتمثل تحديدا في نشر الوعي و المعرفة ، و الرفع من مستوى الذوق الفني و الثقافي لدى القارئ ، كما أنهما يتطلبان قدرا كبيرا من الاهتمام و العناية و التركيز ، من أجل إدراك أبعادهما و محتوياتهما الدلالية و القيمية ، و كل منهما يصاغ نسبيا بأدوات لغوية محكمة البناء و نسق منهجي مخصوص ، لإيصال رسالته الإنسانية إلى المتلقي المتعطش إلى المزيد من التبصر بقضايا الإنسان و العالم و الكون ، مهما اختلف الكتابان ورقيا و إلكترونيا ، من حيث الأشكال التعبيرية من أدب و فكر و علوم و دين و سياسة ..
بيد أنهما يختلفان كثيرا على مستوى الصوغ الشكلي ، فلئن كان البحث عن المعلومة في المؤلف الورقي يستدعي بعض الوقت و التنقيب في رفوف المكتبات و فهارسها ، فإن الولوج إلى عالم الفكر و المعرفة في عصر الكتاب الإلكتروني أضحى غاية في البساطة ، و في متناول كل من يصبو إلى جني ثمار الإبداع البشري الرفيع ، كما أن الإبحار في محيط المؤلف الإلكتروني ، يمنح المرء كما هائلا من المعارف القديمة و الحديثة و بالصوت و الصورة عالية الجودة ، شريطة أن نحسن استعمال الأدوات التكنولوجية الحاملة للكتب و المؤلفات العديدة ، مثل الكومبيوتر و الهواتف المحمولة و الألواح الإلكترونية المختلفة الأشكال و الأحجام ، حتى نتجنب كل الآثار السلبية التي قد تعود بالشر على الصحة الجسدية و النفسية للقارئ
و على ضوء ما سبق يمكن القول إن الهدف الأسمى الذي يسعى إلى بلورته على أرض الواقع ، كل من الكتاب الورقي و الكتاب الإلكتروني ، رغم الاختلافات الظاهرية ، يتمثل أساسا في الدفع بالمعطى الثقافي نحو الأفضل ، و العمل الحثيث من أجل نشر القيم الثقافية الراقية ، و استنبات مستلزمات الوعي الحداثي و العقلاني ، و تقريب المعرف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .. إلى أكبر قدر من المتلقين و عبر كل بقاع العالم ، من أجل توسيع دائرة النظر النقدي السليم ، و المعاينة الراجحة للظواهر الإنسانية ، و تحصين المواطنين قدر الإمكان من هيمنة المعرفة السطحية غير المجدية ، و التي هي بمثابة سياق اجتماعي حاضن قوي لشتى أنواع التطرف الديني و " المدني " .
ملقب بالقط ومتهم في جرائم ثقيلة.. القضاء المغربي يقرر تسليم أحد أخطر رجال العصابات الفرنسيين إلى سلطات بلده
... تفاصيل أكثر
... تفاصيل أكثر
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟