المحسوبية والزبونية وتأثيرها على الصالح العام

المحسوبية والزبونية وتأثيرها على الصالح العام

دغوغي عمر

 

المصلحة العامة هي المصلحة المشتركة بين كل فئات الشعب ، وهي المصلحة المناقضة لكل ما هو خاص ، ذلك أن الناس تختلف مصالحهم الخاصة وتتناقض وتتباين ، ويحكمها قانون عبر عنه الشاعر العربي بقوله : ” فوائد قوم عند قوم مصائب ” وهو قانون يجعل المصالح الخاصة ينقض بعضها بعضا ، ولا سبيل للتوفيق بينها إلا عن طريق مصالح عامة تحتوي اختلافها وتناقضها . وبتحقيق المصلحة العامة تزول أو تعدل المصالح الخاص، وبدون ذلك يستحيل تحقق المصلحة العامة.

 

والمصلحة العامة تتعرض للتدمير بأشكال مختلفة ويكون سبب ذلك محاولة البعض تغليب المصالح الخاصة أو الشخصية على الصالح العام.

 

ومن أساليب تدمير المصلحة العامة ما يعرف بالمحسوبية أو الزبونية وهي عبارة عن تمكين من لا يستحق من مصلحته الخاصة على حساب المصلحة العامة . ومعلوم أن الصالح العام له دواليبه التي لا يمكن أن تتعطل إلا أن المحسوبية والزبونية تعرقل هذه الدواليب عندما تمكن من لا يستحق من التسلل إليها ليعمل عكس سير هذه الدواليب المحركة لعجلة الصالح العام الضخمة .

 

فكم من قطاع في البلد يعرف التأخر أو التعطيل أو حتى الشلل التام ويكون سبب ذلك وجود (مسئول ) آل إليه الأمر عن طريق المحسوبية أو الزبونية وهو غير مؤهل لتحمل المسؤولية ، وإنما وصل إليها بطريق غير مشروع إما برشوة مادية أو بجاه سواء كان جاه قرابة أو جاه حزب أو طائفة أو حتى بعرض مباح أحيانا.

 

و (المسئول ) الواصل إلى المسؤولية التي تفوق كفاءته وقدره عن طريق المحسوبية والزبونية دائم التبجح بالكفاءة والأهلية لأنه يقر في قرارة نفسه أنه حصل على مسؤولية ليس أهلا لها ، وهو يعلم علم اليقين أن الرأي العام يستنكر حصوله على هذه المسؤولية.

 

و خلاصة القول إن مشكلة (مسئولي ) المحسوبية والزبونية أن أداءهم ضعيف ، ومثير للسخرية إن لم نقل للشفقة ، وهو أداء عبارة عن لعنة تلاحقهم أينما حلوا وارتحلوا،والمؤسف حقا أن يسخر منهم الساخرون بالتلميح والتصريح أحيانا ، وهم يعلمون ولكنهم هانوا فسهل عليهم الهوان.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة