السياحة بالحسيمة واقع واٍكراهات

السياحة بالحسيمة واقع واٍكراهات

مولاي علي الإدريسي

 

تعتبر مدينة الحسيمة من أجمل مدن المغرب والعالم من حيث المؤهلات السياحية اٍذ تحتوي على أجمل الشواطئ نقاوة و مساحة وقد صنفت سابعة عالميا في سنة 2015 من حيث مياه بحرها وجودتها كما اٍعترف لها المكتب الدولي لأحسن خلجان العالم بتوفرها على أجملها عام 2014 وتم منحها شهادة تقديرية على ذالك زد على ذالك مناخها المتوسطي وجمال طبيعتها التي تجمع بين الجبال الريفية الصغيرة والمتوسطة العلو المتوفرة على وحيش ونباتات عطرية طبيعية وأشجار مختلفة تجعل الزائر في اٍشتياق متزايد لاٍستكشافها ثم المنتزه الوطني الذي يجمع بين موقعه الاٍستراتيجي للمدينة وفضاءه الواسع والاٍيكولوجي الجامع لعدد لا يستهان به من الطيور المختلفة والمغري لمشاريع مستقبلية مثمرة وجذابة ناهيك عن توفر مدينة الحسيمة على مجموعة من الفنادق والاٍقامات والدور السياحية والتي اٍرتفع عددها في الأونة الأخيرة بشكل مستحسن لاسيما حينما يتم اٍستكمال القادم منها في اٍطار مشاريع منارة المتوسط وما تعتزم الجهات المعنية اٍطلاقه للرفع من مردودية التنمية السياحية والاٍقتصادية للمنطقة ..

 

غير أن مدينة الحسيمة التي من الطبيعي أن تكون قطبا سياحيا باٍمتياز في شمال المغرب نظرا لكل مؤهلاتها الطبيعية والبحرية والتاريخية والبشرية تعرف اٍكراهات غريبة يتدخل فيها عامل التدبير والتخطيط والاٍستثمار والتنظيم والهيكلة والتسيير التي تم اٍهمالها اٍلى حد الساعة .فالزائر اٍلى الحسيمة سيلاحظ لأول وهلة مدى جماليتها وغناها الطبيعي والموقعي لكن سيستغرب من غياب أدنى اٍهتمام بالقطاع السياحي وسيدرك أن من أجمل مدن المغرب تضيع ويضيع جمالها وحسنها أمام اٍهمال المسؤولين لها على القطاع كما باقي القطاعات الأخرى ليتساءل أسئلة يبقى جوابها حينما تلقى أذانا صاغية من الدولة والمسؤولين .

 

أولا : غالبية السكان والزوار سواء من المغاربة في اٍطار السياحة الداخلية أو الأجانب يجدون صعوبة في اٍيجاد مقر المندوبية الاٍقليمية للسياحة والتي للأسف تتواجد بحي شعبي وسط السكان مختبئة كما يختبأ حظ المدينة كله بين أيدي عفريت ما ولا وجود لمراكز التوجيه والاٍستقبال السياحي بالمدينة كباقي المدن السياحية حتى ولو في وسط المدينة كما لو وجدت مقر المنذوبية الوحيدة بالمدينة فلن تجد داخلها اٍلا موظفين أوثلاثة قد لايعرفون حتى المدينة ونقطها السياحية وما يمكن أن يساعد ويوجه السياح لاٍكتشاف الحسيمة وضواحيها وعليه حان الوقت على الأقل كي تتمتع المدينة بمقر سياحي كفء وملائم ووازن في مكان ظاهر للعيان ومعروف واٍستراتيجي ليساهم في التعريف والدفع بالقطاع نحو الأفضل ..

 

تانيا : غياب أية نشاطات سياحية بالمدينة طول السنة قد يكون ربما لضعف الاٍعتمادات المرصودة لهذا القطاع والاٍهمال الخطير للمؤهلات السياحية بالمدينة والتي لن تؤثر فقط على السياحة الخارجية والداخلية بل سوف تؤثر سلبا على الجيل الصاعد المحلي لجهل مدينتهم ومميزاتها وتراتهم ورصيدهم الثقافي والحضاري وغيره كما أن التنافس الوطني والدولي يستدعي روح المبادرة وتقديم مشاريع سياحية للجهات المعنية المركزية والجهوية لدعمها والاٍستثمار لجلب السياح والنشاط الاٍقتصادي المحلي والوطني معا والترويج وطنيا للمغرب لاٍستقطاب العدد المرغوب فيه من السياح

 

ثالثا : دور المجلس الاٍقليمي والجهوي في الساحة والاٍقتصار على الاٍجتماع الدوري أو السنوي للاٍنتخاب فقط وطبع المطبوعات القليلة جدا والضعيفة مضمونا والموزعة بشكل محتشم على بعض الفنادق المصنفة وغياب دورها الحقيقي في الاٍسهام العملي للنهوض بالقطاع السياحي بالحسيمة نظرا لقصور المجلسين على أطر وكفاءات متخصصة ونشيطة ومتحمسة وغيورة على المدينة والمنطقة عامة

 

رابعا : اٍستحواذ نخبة من الفنادق المصنفة التي لا تفوق الأربعة عن عائدات السياحة المحلية وضرب عرض الحائط حقوق باقي المستثمرين والمنعشين السياحيين مما سبب في تراجع تنافسيتهم ومداخيلهم والكثير منهم أفلس أو على وشك الاٍفلاس والسبب هنا يرجع كذالك لمجلس الجهة والعمالة والاٍدارات المحلية التي أصبحت منذ مدة تتعامل بشكل خبيث وغير طبيعي مع بعض الفنادق دون غيرها في غياب تام للمساواة في توزيع العائدات حيث يتم تمكين فندق دون غيره من الاٍستفادة من ليالي موظفيها دائما على طول العام مما يجعل تلكم النخبة تعمل ليل نهار والباقي ينتظر الصيف ليعمل أو لا يعمل والمؤسف كثيرا ما حدث هذا العام بسبب أحداث الحسيمة اٍذ أفلس العديد من المنعشين سواء الاٍقتصاديين أو السياحيين بينما النخبة المذكورة اٍستفاذت بشكل مجحف ولاتزال تستفيذ لحدود كتابة هذه الأسطر وفنادقهم بالكاد مملوءة حيث تم منحهم ليالي المبيث للموظفين الأتيين من خارج الحسيمة في كل مناسبة أو تكوين أو دعم للموارد البشرية المدنية والأمنية في المدينة وكذا من عمليات التموين والتمويل لبعض المطاعم سواء التابعة لتلك الفنادق أو أخطبوطات الاٍستغلال اللامتوازن واللامتساوي واللاقانوني من المستثمرين عبر وساطات وطرق ملتوية لن تساهم اٍلا في مزيد من التراجع السياحي والاٍقتصادي للمنطقة وكذا في اٍحتقان وحقد ولا رضى البعض اٍتجاه البعض الأخر ...

 

اٍن أول ما يميز الحسيمة والريف هو مؤهلاتها السياحية وموقعا الاٍستراتيجي وعليه حان الوقت لتدخل كل الفاعلين والغيورين الحقيقين على المنطقة والمسؤولين محليا وجهويا ووطنيا للاٍستثمار في هذا القطاع الحيوي ووقف الخروقات اللا أخلاقية واللامسؤولة واللااٍنسانية والتي يتذرع بها البعض للاٍغتناء الفاحش والتغول الذاتي على حساب الأغلبية الأخرى من المستثمرين والمنعشين السياحيين والاٍقتصاديين والذين أوشك الكثير منهم على اٍيداع مشاريعه في المزاد العلني للبيع أو اٍقفالها ريثما تتحسن الأمور ..كما على الوزارة المعنية اٍعادة الاٍعتبار على الأقل لاٍدارة المندوبية المجهولة المقر لذى أغلب السكان والسياح وتفعيل دور مراكز الاٍستقبال والتوجيه والتحسيس في مناطق مختلفة ووضع برامج سنوية تلائم واقع الحسيمة وموروثها الحضاري والتقافي والصناعي والتاريخي والبشري ناهيك عن وجوب سهر السلطات المحلية على مراقبة وتوجيه وتصحيح الاٍعوجاجات التي تكتنف ليس فقط القطاع السياحي بل كذالك باقي القطاعات في اٍطار تكاملي منتج ومثمر ومحاولة اٍشراك كل المعنيين بالقطاع السياحي والاٍقتصادي والتقافي دون تمييز في الدفع بعجلة تنمية المنطقة نحو الأنسب والأفضل .

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة