حادثة الأستاذ و انتكاسة منظومة القيم

حادثة الأستاذ و انتكاسة منظومة القيم

ماءالعينين بوية

 

إشرأب المجتمع عنفا، و ما عادت منظومتنا الأخلاقية بخير، و روافدها التربوية الأسرة و المدرسة في علاتهما غارقتان، ما ينشره الإعلام و مواقع التواصل من كوارث اجتماعية لا يشي بخير، أخبار التعاقد و تهالك المؤسسة التربوية التعليمية و خروجها من برنامج إلى آخر إصلاحي أو استعجالي لم يزدها إلا تيها، المربي الفاضل بهيبته و سلطته و هيلمانه و علمه و أخلاقه لم يعد كذلك، بات اليوم و الغد أفدح أجيرا تحت سوط التعاقد و أهواء مرؤوسيه، إن لم يحصن بترسانة قانونية و إدارية، و يطعم و يغذى بالتكوين المستمر، تجعل من الأستاذ المتعاقد قادرا على العمل بحرية و ثقة و مزود بمادة تكوينية و علمية و معرفية، و هذا حكي آخر، فالتعليم الجامعي و ما يروج عنه، ما بات يصدر غير الشواهد، آفرغ المحتوى و انتقلت عدوى الغش و الزبونية و الييع و الشراء، هذا ما يروج، سوداوية في الرؤيا فرضتها الإشاعات و القرائن القولية.

و شاهد القول، تراكم دلائل السفه، من إجرام قاصرين، إلى مغامراتهم الصبيانية، فالابن يركل آباه لدرهمين، و الصبي يقتل و يسرق و يجرح و يتلذذ بالمشاهدة و النشر دون أن يحرك في شهامته و لا أخلاقه وازع المساعدة، من ضرب أستاذه و من صور و صمت يتفرج قتل قيم الأخلاق المتبقية، مهما كان قول الشائب، هذا مشهد دامي يصور كيف وصل المجتمع قبل المؤسسة التربوية، فمن أين قدم هؤلاء و إلى أين، صبيان، ماهم بصييان، قاصرين، جسمانيتهم لا توحي بذلك، في أعمارهم كان الرجال يبعثون لعظيم الهمم، كان معاذ رضي الله عنه مبعوث الرسول صلى الله عليه و سلم قاضيا لليمن، و كان علي كرم الله وجه فتى يرغب المبارزة، و في سنهم مات الرياضياتي كالوا بالكاف المعجمة عن أكبر نظريات الرياضيات...

هذا جرس إنذار ، أنظروا الأسباب التي حلت بقيمنا، انظروا في حال الاقتصاد و الحريات و الحقوق، من ثم أنظروا لحال المدرسة لعمارتها المعرفية، و لحال المدرس المربي.

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة