هل فعلا نحن نعيش في وطن مستقل بالشكل الكافي ?
أحمد الهلالي
يحتفل المغرب بعيد إستقلاله كما يسمونه هم ونحن نقول لهم عن أي إستقلال وعن أي دولة تتحدثون هل فعلا لدينا دولة قائمة الكيان بمعنها الحقيقي حتى نتحدث عن إستقلالها فكلمة “إستقلال” فهي في حد ذاتها إستلاب لعقول أطفالنا وإستعمار لها فأن توهمهم في مدارسكم النثنة أن وطنهم سيحتفل بذكرى إستقلاله فهذه خدعة وقتية ستنكشف لامحالة حينما يكبر ذالك الطفل المسكين المخدر بأفيون تعليمكم المهتري ليكتشف بنفسه أن دولته التي ما فتئو يزيينونها له في أبهى حلة كعروسة وضعت بكارة إصطناعية إنكشفت في ليلة الزفاف لا تعترف به ولا بمؤهلاته وشواهده التي منحوها له فهي بمثابة خدعة الإستقلال التي اكتشفها بعد أن بدأ رحلة البحث عن وطن يحضنه ويمنحه إعترفا ضمنيا فعلى مر عقدين من الزمن كانوا يهيمونه أنه مستقل لتتبخر كل تلك الأحلام الوردية ويكتشف أنه لا يزال مستعمرا وأن ما يسمى استقلالا إنما هو كلام مزيف.
سنوات مرت على شباب المغرب وهو تحت تأثير أضخم كذبة وأكبر خديعة اسمها الاستقلال والسيادة الوطنية،فأي بلد يستحق أن يوصف بالبلد المستقل هذا الذي يختصر كل قرارته في يد من هم على رأس الهرم ؟ أي وطن يمكن أن نعتبره ذا سيادة وشعبه لا يقدر أو لا يسمح له أن يقرر ما يريد و يفكر يوما في تغيير وضعه أو مطالبة من يحكمنه بقليل من الحرية والكرامة؟ أية كرامة وأي استقلال هذا الذي يسمح لقائد بهدم منزل مسنة ورمي أولادها اليتامى في الشارع بدون رحمة ولا شفقة ؛ أي نظام حكم يسمح بطحن مواطنه مع الأزبال ويحاصر كل صوت يصدح بالحق ؛وكل من سولت له نفسه إنتقاد سياسته الإستعمارية، ويملأ به المعتقلات والمقابر دون أن يهتز ضميره مثقال ذرة؟ أي دولة مستقلة هذه التي تسمح لوزرائها وموظفيها الساميين أن يعيثوا في بلدانهم فسادا ويستحوذوا على المليارات التي نهبوها هم وأقاربهم وأبنائهم ويستثمروها في الأراضي والأملاك التي اقتنوها في بلدانهم وفي مختلف بلاد العالم؟ ما هو الوصف الأقرب لوطن أو نظام يقتل وينهب ويقمع ويسخر كل أجهزة الأمن في البلد لخدمته هو وحده؟ وأن يتعاملوا مع شعبهم كالحشرات والزواحف الضارة والسامة، وإذا قرروا أن يفعلوا فيهم شيئا من الخير فإنهم لا يفعلونه حبا أو نزولا عند رغبة شعبهم، بل استجابة لضغوط أجنبية أو خوفا من عقوبات خارجية ضدهم وضد مصالحهم؟ هذه هي الصورة انقلبت وصار مستعمرو الأمس أحرص على حياة وكرامة شعبنا ممن يحكمننا اليوم،لا يهم أن يقول قائل إن الغرب يفعل ذلك حفاظا على مصالحه أو إنه هو الذي كان يدعم أو يساند هؤلاء الطغاة ضد شعوبهم، قد يكون هذا كلاما معقولا أو صحيحا لكنه لا يعفينا من التأكيد بالوقائع أن من يسييروننا أشد قسوة وظلما لنا من الاستعمار الذي حربه أجدادنا.وهذا يحيلنا إلى طرح التساؤل بماذا يختلف هذا النظام الذي يفعل كل هذا وأكثر عن أنظمة الاستعمار الغربية؟ وماذا دهى العرب(ليبيا،تونس،مصر،سوريا٠٠٠) في لحظة واحدة حتى يقوموا منتفضين على حكامهم يدعونهم إلى الرحيل من دون أن يضمنوا لهم عيش ما بقي من أيام حياتهم دون محاسبة ومحاكمة إن كانوا بالفعل يحسون بشيء إسمه الإستقلال............
