كاد المعلم أن يكون مقتولا
عبد الرحيم الناجي
عبارة تم تداولها عبر الفضاء الأزرق "الفايسبوك"، بعدما توالت سلسلة الاعتداءات في حق مجموعة من الأساتذة من طرف تلاميذهم. معم إنه الأستاذ – المعلم الذي قال فيه الرسول ص كاد المعلم أن يكون رسول.
إن ما يعيشه الأستاذ المغربي من اعتداءات متتالية عبر كافة التراب الوطني، كفيل بأن يعطي صورة واضحة المعالم حول النظام التعليمي المغربي. مما يدفعنا نحن كباحثين في هذا المجال إلى طرح مجموعة من التساؤلات. هل هي أزمة قيم كما قال عابد الجابري؟ أم تخريب ممنهج للنظام التعليمي من أجل خلق جيل من الضباع كما قال الباحث السوسيولوجي محمد جسوس؟.
بعدما تم التخلي عن التوظيف بالترسيم و اعتماد التوظيف بالتعاقد كحل ترقيعي و فصل التكوين عن التوظيف و تخلي الوزارة عن بعض مهامها لصالح الأكاديميات الجهوية، أصبح الأستاذ المغربي عامل مأجورا لدى الأكاديميات، ليس له حق في الإضراب بإعتباره حق مشروع دستوريا، هذا من حيث علاقة الأستاذ بالجهة الوصية عن قطاع التعليم.
أما من حيث علاقة الأستاذ مع محيطه المهني و أباء التلاميذ و أوليائهم و الفصل الدراسي. أصبح هذا الأخير محطة إعتداء و سب و شتم لأن الأتساذ في نظر التلاميذ و أبائهم مجرد موظف في إطار عقد شغل محدود المدة.
هذه العوامل ساهمت في ارتفاع عدد الاعتداءات التي تعرض لها مجموعة من الأساتذة عبر مختلف المؤسسات و الأسلاك التعليمية، ذات الجروح متفاوتة، منهم من تم تشويه وجهه بالسلاح الأبيض و منهم من دهب في غيبوبة بسبب توالي الضربات على مستوى الرأس...كل هذه المؤشرات تجعلنا أن نطرح في النهاية سؤالا جوهريا.
من المسؤول عن هذه الوضعية هل النظام التعليمي المغربي أم التلاميذ و أولياءهم.
