المرأة العربية مازالت تعاني من العنف والتحرش والاغتصاب...أفلا تنظرون...؟

المرأة العربية مازالت تعاني من العنف والتحرش والاغتصاب...أفلا تنظرون...؟

محمد أديب السلاوي

 

المرأة التي هي الأم والأخت والجدة والعمة والخالة...والزوجة والابنة والحب والسعادة والهناء والتوازن العاطفي، ليست فقط نصف المجتمع، بل هي أساس المجتمع، هي التي تلد وترضع وتربي الأجيال، هي التي تشع الاستقرار في روحها، في وجودها، وفي قيمها الأخلاقية.

 

والسؤال المحير الذي يطرح نفسه بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، الذي يصادف يوم 25 نوفمبر من كل سنة : إلى أي حد استطاع المجتمع العربي إنصاف هذا المخلوق الجميل الذي وهبه الله، كل الصفات والإمكانات لإسعاد عباده من الذكور...؟

 

في العهود الغابرة قبل الإسلام، لم يكن للمرأة العربية في جزيرة العرب ولا في المناطق الأخرى بالشرق الأوسط أي وضع قانوني يذكر، كانت النساء تباع في الأسواق عن طريق أولى أمورهن، وكان الزواج قائم على الإرادة المنفردة للزوج، ولم يكن للمرأة حق في الملكية أو الإرث أو العمل الحر...وهو ما يعني أن المرأة في تلك العهود كانت في وضع مروع، كانت جزء من ممتلكات الرجل، إذا توفي ورثها أبناؤه من بعده.

 

ويمكن القول، أنه رغم الإصلاحات التي عرفتها وضعية المرأة العربية بفضل الإسلام وفقا للنصوص القرآنية، خاصة في الزواج والطلاق والإرث والتعليم، كما في تحريم وأد البنات، والانتساب إلى الأم، أو ما يعرف بالطوطمية، فإن وضعيتها في المجتمع العربي ما زالت بئيسة ومروعة ومؤلمة، في جهات عديدة من الخريطة العربية.

 

· تقول الإحصاءات الرسمية : أن جرائم العنف ضد المرأة في العالم العربي، ترتكب باسم الشرف، أو باسم العادات والتقاليد الاجتماعية، أو الهيمنة الذكورية.

 

· وتقول الإحصاءات أيضا : أن 37% من النساء العربيات يتعرضن للعنف الجسدي، وأن 92% يتعرضن للتحرش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

· وتقول التقارير الحقوقية : أن العالم العربي، يعرف غياب التشريعات التي تجرم العنف ضد المرأة، كما يعفى المغتصب من العقوبة، في حال تزوج "المغتصب" من صحبته.

 

نعم، إن المرأة العربية بعد 1400 سنة من إعلان الإسلام لحقوقها التي لا تقل قيمة عن حقوق الرجل، مازالت تعاني من الظلم والعنف والاغتصاب والتحرش، ومن سوء المعاملة وهضم الحقوق ومن عدم تقدير مكانتها الإنسانية التي يجب أن تكون مقدسة.

 

إنها في القرن الواحد والعشرين مازالت تعاني من أشكال التمييز والعنف / تعاني في بعض الجهات من حرمانها من أبسط الحقوق الإنسانية.

 

نعم المؤسسات الحقوقية في العالم العربي، في الزمن الراهن، تطالب بإعطاء الاهتمام اللازم والضروري للمرأة/ الدساتير تطالب بمساواتها بالرجل/ الحكومات تطالب بالاستفادة من قدراتها...ولكن المجتمع الحالي ورغم التقدم الحضاري في كل المجالات، مازال ينظر إليها من الخلف، مازال يعاكسها في الشوارع، ويصمت عن اغتصابها في المتاهات ويعاملها بالقيم الجنسية، كما لو أنها خلقت فقط لذلك.

 

والسؤال : إلى متى ونحن نفكر بقيم ونعيش بأخرى.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة