شعب موازين
محمد شاكري
أيها الشعب الملهوط المحب للشطيح و الرديح هذا الكلام موجه لك و قد آثرت الكتابة بلغة أقل من بسيطة لكنها نافءة المعنى :
لقد انسقت خلف الدعوات الموجهة عبر الإعلام من أجل حضور حفلات موازين. نسيت كل همومك و أمراضك و مشاكلك و ذهبت لتحرك مؤخرتك على أنغام الشاليني و الشرقي و البوب...و غدا سيأكل الدود نفس المؤخرة على سرير عفن في مشفى عمومي لن تجد فيه من يقول لك كيف حالك اليوم .
أغرتك الأسماء اللامعة التي لم تأت لسواد عيونك و لا لجمالك يا شعب أجمل بلد في العالم بل جاءت لتحصد الغلة ،بما أنه موسم صيف ، و تذهب بالملايين من العملة الواعرة بينما أبناؤك لا يجدون فصلا دراسيا ذي جودة لن أقول عالية، فقط متوسطة، و حين يبدأ العام الدراسي ستأتي أيها المزلوط لتسب الأولين و الأخرين لأن ابنك لم يتمدرس .
آثرت أيها الشعب أن تستنشق جرعة مخدرة تنسيك هموم البطالة " و الزلط و قلة الشي لي كترشي " و أصبحت في رمشة عين محبا لكل أنواع الموسيقى متلهفا للرقص متناسيا أنك بالأمس لم تجد زوجتك أو أختك ... مالا لتشتري به حليبا لطفلها .
نعم الترفيه ليس عيبا، لكن هناك أولويات، لقد قالها أسلافنا في المثل الشعبي المعروف ( ملي كتشبع الكرش كتقول للراس غني ) و نحن لم نشبع بعد يا شعب موازين . الرباط ليست هي المغرب. هناك في المغرب العميق من لا يجد ماء صالحا للشرب و من لا يجد قسما دراسيا و من لا يجد مستوصفا...هناك من يئن في انتظار دوره في مسشفى عمومي و هناك من نخرت البطالة عمره ... نعم الترفيه ليس عيبا لكن هناك أولويات ، و إن كان أصحاب هذا المهرجان مصرون على إهانتنا بهذا الشكل فلماذا ننساق وراءهم .
أخيرا أيها الشعب المزلوط و بعد كل سهرة تحضرها يذهب الفنان بالملايين و تستفيق من سكرتك على تزاحم الحافلات و الطاكسيات قاصدا عملك إن كان لك في بؤس ستظل تلوكه حتى تموت .
نسيت أن أعرج على فئة لابد من ذكرها تلك التي قالت أن صلاة التروايح في رمضان فوضى و إزعاج و قطع للطريق... فما قولكم فيما يحدث في موازين الذي اختلت به الموازين.
