القسمة على 2 في التعليم لا تجوز

أقلام حرة

25/09/2019 13:58:00

محمد رواسي

القسمة على 2 في التعليم لا تجوز

يبدو أن قرار وزير التربية والتعليم بدعم التعليم الخصوصي ليشمل المدن الصغرى والبوادي حماقة ما بعدها حماقة. والسيد العثماني في دار غفلون ربما لم يعد يفرق بين الحمار والبغل.

انتشار التعليم الخاص في البوادي والمدن الصغرى وتشجيعه هو دعوة صريحة لتخلي الدولة عن التعليم ودعوة صريحة ليبيع الفلاح ما بقي من أغنامه إن كانت له غنم وتسليمها إلى أرباب المدارس الخاصة. واعتراف صريح على موت التعليم العمومي.

وتقسيم المجتمع إلى شطرين أحدهما مسكين مغلوب على أمره يدرس في مدرسة عمومية تم التخلي عنها وربما تنعت بالتخلف والرجعية  وضيق الأفق.

والثاني تربى في مدرسة متطورة متحررة من ناحية الشكل نجاحه مضمون ونقطه عالية.

ولن يكون الأمر سوى تمييع ومضاربات ورهان فاشل. نحن دولة تسلم فيها شهادات عليا مقابل المال ومن مؤسسات الدولة. فما بالك بالشواهد  الأخرى. 

المنظور الصحيح هو أن تحدد نسبة معينة للتعليم الخصوصي لا تتجاوز على الأكثر 10٪ على الصعيد الوطني وتوسيع العرض العمومي وتحسين آدائه ليلجه جل أبناء المغاربة ويتلقى جل أبناء الوطن منهجا موحدا في التربية والتعليم وتكون لهم نفس الحظوظ وتعطى لهم فرص متكافئة.

وتقل هذه النسبة كلما تطورت الدولة وأصبحت قادرة على تعليم أبنائها. 

حماقة لأن التعليم الخصوصي داخل المدن الكبرى يعاني كثيرا من نقص حاد في الأطر المؤهلة ويعيش على أنقاض التعليم العمومي.

 في الإعدادي والثانوي تغير المؤسسة الخاصة أستاذ مادة واحدة 3 أو 4 مرات في السنة وأحيانا يبقى القسم بدون أستاذ أو يأتي من ليس له أية علاقة مع التعليم لإتمام المقرر والسنة الدراسية.

أما في الأبتدائي فالأمر أشد مرارة لأن المستوى يحتاج إلى خبرات عالية في حين يتعاقب على القسم الواحد عدة أشخاص بعضهم لايليق أن يكون حارسا في الباب.

حماقة لأنه لا يمكن لمقاول أن يستثمر ويبني مؤسسات بجودة عالية في مدن وقرى دخل أهلها لا يسد رمق الحياة.وأي ربح سيجنيه. وأية أطر سيوفظفها. 

 حماقة لأن مثل هذه القرارات لا ينبغي أن تكون بيد وزير التعليم

بل بيد الحكومة و البرلمان الذين من واجبهما التخطيط الدقيق لمستقبل البلاد. ولا يتركوا الأمر لشخص يفعل ما يحلو له.

 

إنه العبث بل المنكر والعجز عن الإصلاح وتوجيه الأنظار وشغل الرأي العام.

مجموع المشاهدات: 700 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟