ما بقي من مصداقية للكتاب في وسط ضجيج عولمة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الجارفة...!!

أقلام حرة

29/09/2019 15:56:00

عبد الرحيم هريوى

ما بقي من مصداقية للكتاب في وسط ضجيج عولمة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الجارفة...!!

إن العالم الافتراضي اليوم بما فيه من منصات للتواصل الاجتماعي ومواقع وبوابات الكترونية وغيرها، هو المسيطر بالفعل في مجال نقل المعارف والعلوم والأخبار والوقائع والبيانات والرسوم والصور والفيديوهات والأحداث بالمقارنة بالزمن القديم وسلطة الكتاب ورسميته المعهودة..!!

 

لقد تغيرت حياة البشر في زمن القرن الواحد والعشرين، في كل بقعة من كوكبنا الأرضي، والمتضررالأكبر هو الإنسان وصديقه القديم الكتاب، الذي عن طريقه كنا نقرأ ونكتب و نتعلم ونبحث ونبتكر ونكتشف ونخترع وبواسطته ازدهرت حياة الشعوب و الأمم وتقدمت عبر التاريخ وعن طريقه نقلت المعارف والإنجازات العلمية، وبواسطته كذلك غزا الإنسان الفضاء واستعمره هو الآخر، وزاحم طير في السماء ،وحول العالم بأسرة إلى قرية صغيرة عبرما أطلقه من أقمار اصطناعية إلى الفضاء...!!

 

واليوم الكل ينادي بالرجوع للكتاب كي تعاد له مصداقيته التي افتقدها. ورمزية تواجده في الحياة العامة للبشر، لآنه هوالأصل في صراعه اليوم مع ما أنتجته ثورة تكنولوجيا الاتصال في زماننا، من هواتف ذكية ولوحات الكترونية وحواسيب وغيرها. وما لها من أضرار كثيرة ومؤثرة على سلامة عقولنا البشرية و تأثيرها على سلوكيات أجيال حالية وقادمة بكاملها..!!؟؟

 

هذا هو العصر الذي أمسى عصرثورة تكنولوجيا الاتصال الرقمي بامتياز ..!!؟؟

 

أما الكتاب ومن خلال صورة فنية ما؛ لفنان تشكيلي، فهو تلك السحابة الممطرة بغيث نافع..

 

- والكتاب أيضا هو تلك النافذة التي نطل من خلالها على العالم..

 

- والكتاب له جناحان نطير بهما حيثما نشاء عندما نكتسب المعرفة والعلم..

 

- والكتاب هو ذاك الصديق الصَّادِق الذي لا يكذب ولا يخون عهدا..

 

- والكتاب هو أصل المعرفة وهو حليب طازج صافي بجميع مكوناته الغذائية والباقي هو سوى مشتقاته بإضافة مواد كيماوية مصنعة كثير منها ضار بجسم الإنسان..

 

لما كان الإنسان يأكل ما هو طبيعي جدا من تغذية، ويتنفس هواءه النقي ويشرب ماءه العذب الزلال.لم تكن هناك مشاكل صحية كثيرة يعانيها و أمراض جديدة تهدد حياته و لا علاج لها ، وعلى رأسها أنواع شتى من السرطانات والأمراض المزمنة الأخرى ..!!؟؟

 

الإنسان وبشجعه طور العلوم في ميادين شتى وازدادت اكتشافاته التقنية والتكنولوجية لكنه ظل يوظف الكثير من نتائجها فيما يضر الإنسانية ولا ينفعها..!!؟؟ واتخذ سبيله في البر والبحر والجو كي يقتل النفس البشرية ويقتل معها الطبيعة وباقي الكائنات الحية الأخرى في محيطه الأيكولوجي ،وبذلك وقَّعَ بنفسه بسبق الإصرار على الفساد في البر والبحر بما كسبت يديه من أجل الثروة وجمع المال ولا شيء غيره، وذلك على حساب ملايين من الجثث التي تدفن في كل لحظة وحين، وذلك

 

 

نتيجة تضارب مصالح الأفراد والجماعات والتكتلات و اللوبيات في مجالات التجارة والصناعة والأسلحة والطب والصيدلة وغيرها عبر الأمصار والعالم، والتي لا تفكر إلا في الربح السريع ولا شيء غيره وآخر ما تضعه في الحسبان صحة وسلامة الأجسام والأبدان تلك هي البورجوازية المتوحشة العابرة للقارات في زمننا الحالي..!!؟؟

مجموع المشاهدات: 595 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (1 تعليق)

1 - باسعيد
قراءة الكف والورق والفنجان
تراجعت نسبة القراءة في العالم بأسره ، وكل المجتمعات تبكي حظها العاثر مع فعل القراءة الذي اضمحل لدرجة الخوف من انقضائه وفنائه .. ما من أحد يطلق العنان لمخياله ويتخيل عالمنا قد أصبح بدون فعل القراءة دون أن تختل العلاقة بين جميع المعادلات الناظمة لهذا العالم .. ترتبك الصور في مخيال هذا المتخيل ، وتختلط عليه الألوان والأرقام والأحجام، والأشكال أحادية البعد ، وثلاثية ومتعددة الأبعاد .. ثم تراه يفر مهرولا إلى واقعه "المنظمة فوضاه" فيعانقه بمرارة وبحرارة !.. مرارة العناق بسبب اضمحلال مصدر الحلاوة : القراءة .. وحرارة العناق بفضل استمرار تعاطي وممارسة هذا الفعل بعناد وعزيمة وإصرار مجموعة "شموع" تحترق لتضيء مصارعة ظلمة اللحظة عسى أن ينبلج ضوء الصبح ، فتلتف العتمة بلحافها السميك فاسحة لنور الشمس الطريق لإضاءة مناطق الظل في مجتمعنا، فتنكشف الأمكنة فضاءات للقراءة تتناسل بقدر تناسل المقاهي ، والمطاعم ، وعربات الخضر والفواكه المدفوعة ، و"حرف" البطالة المقنعة (بفتح القاف وتشديد النون المفتوحة) .. وأطفال وكهول وشيوخ بدون مأوى.. فينتشر نور القراءة في كل الأمكنة والفضاءات ، فتصبح لا ترى إلا نورا .. على نور ..
مقبول مرفوض
0
2019/09/30 - 01:02
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟