كفى شغبا بملاعبنا الكروية..!!؟؟

أقلام حرة

29/10/2019 15:08:00

عبد الرحيم هريوى

كفى شغبا بملاعبنا الكروية..!!؟؟

الشغب أمسى يعكر صفو أجواء لقاءاتنا الكروية لفرق الصفوة و ترتفع حدته في كل ديربي منتظر، ولكل متتبع للشأن الكروي رأيه في هذه الظاهرة السلبية التي أمست من اَلسُّلوكيات اَلضَّارة بسمعة الفرق عينها، وخاصة الكبيرة منها كالوداد والرجاء والجيش وتطوان وطنجة مثلا..لكن من بين الأسئلة التي تفرض نفسها في هذه الحالة الغير صحية، والتي نجيب عنها من خلال علاجنا لهذه الظاهرة السلبية :

 

01 – ما هي الأسباب الخفية والظاهرة الكمينة وراء تفشي ظاهرة الشغب بملاعبنا، وخاصة في الآونة الأخيرة؟؟

 

02 - وهل هناك فئة أو أشخاص عينهم يساهمون بطرق ما في تشويه سمعة الفرق المعنية؟؟

 

03 - وما هي الوسائل التربوية الإعلامية والأمنية والجمعوية التي بإمكانها اقتلاع الظاهرة من جذورها والوقوف سدّاً منيعا على استمرارها لما لها من تأثير على الترويج لمنتوج كروي مقبول لبطولتنا الاحترافية لفرق الصفوة ؟؟

 

وما نلمسه اليوم؛ ونحن نتنقّل بين كثير من المدن والقرى المغربية هو هيمنة كرة القدم كلعبة شعبية على عقول و مشاعر وأحاسيس الجماهير على مستوى كل الفئات العمرية، ولا يطيب الحديث بين البعض إلا عن البارصا والريال والوداد والرجاء.. إذ أن المقاهي عبر وطننا العزيز، وكظاهرة تجتاح كل شوارعنا ودروبنا يَتَنَفَّسُونَ الصُّعداء للأعداد الكبيرة التي تَحُجُّ إليها مع أية مقابلات ودوريات دولية وديربيات ومنافسات هامة ، سواء كانت حول البطولة أوالكأس، لكن الشيء الوحيد الغائب الذي لا تهتم به عيون المتتبعين والمتفرجين لهذا المنتوج الكروي الدَّولي الرَّاقِي عبر أكثر من بلد ، هو الطريقة الحضارية التي نلاحظها في ملاعبهم وهم منتصرون أوهم منهزمون، إذ لا تفصلهم أية حواجز تذكر عن رقعة الملعب، ففي دقائق معدودة تمتلئ المدرجات عن آخرها، وفي وقت وجيز يعم الملعب الصمت والسكون وهو خاويٌّ على عروشِهِ. فهؤلاء البشر يجسِّدون أسلوبهم الحضاري في معاملاتهم وسلوكهم اليومي، واحترامهم للقانون باحترام بعضهم بعضا، وبسلوكياتهم الراقية وأخصُّ بالذكر الجماهير الكروية الإنجليزية التي كانت معروفة بالشغب والفوضى لدرجة لا تطاق، إذ نالت شهرتها عبر العالم، وكُلَّمَا كان منتخبهم في رحلة صوب الخارج إلا والبلد المضيف يستنفر كل قواته الأمنية تحسبا لأي طارئ أو لردة الفعل المنتظرة من طرف " "الألتراس" أو "الأولتراس" الإنجليزي حينذاك، وهي كلمة لاتينية تعني المتطرفين، وتظهر بصورة مجموعات

 

لمشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها، وتتواجد بشكل أكبر بين مُحِبِّي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وحديثاً في دول شمال أفريقيا." ***

 

واليوم نحن نعيش ما عاشه الإنجليز منذ زمن بعيد؛ مع بعض الجماهير التي تُنْسِبُ نفسها لهذا الفريق أو ذاك ،وكم مرة شاهدنا كيف يهجم هؤلاء المشاغبون على محلات تجارية وأشخاص و سيارات و يساهمون في التخريب والتكسير، ويعيثون فسادا بهمجية ، دون أي رادع يذكر..وكم مرة كانت هناك خسائر كبيرة لا يسلم منها حتى العنصرالبشري، وكأننا أمام صراع بين عصابات وليس جماهير تنسب نفسها لكرة القدم، وهي بريئة منهم ما تبرأ الذئب من دم يوسف، ولنا في فيدويات وصور ما يجعل الإنسان العاقل يحاول بشتى الوسائل على منع فلذات أكباده الذهاب لملاعبنا بسبب الأرواح البريئة التي تسقط، لا لشيء سوى أنها تعشق كرة القدم وترغب في تشجيع ودعم فريقها، والتواجد في الملعب قبل انطلاق المقابلة بساعات عديدة ، لكنه يعيش لا قدر الله ساعات من الجحيم بسبب هذه الفئة الضالة التي تساهم في تشويه سمعة الفرق والكرة معا، وما يحوم في فلكها...!!؟؟

 

إن هؤلاء الذين يساهمون في انتشار الشغب ويغذونه بطرقهم الشيطانية، وهم في الحقيقة ليسوا من مشجعي فرقهم بالمرة، لأنهم يساهمون بالفعل في إعطاء صور كاريكاتورية ممكنة عن اسم فريقهم، لأنه عادة ما يقال الجماهير المحسوبة على الفريق الفلاني، و هذا فيه ضرر كبير للفريق المعني، أما رجال الأمن فهم يقومون بواجبهم في تأمين الأجواء المصاحبة للمقابلات بشتى السُّبل الممكنة، سواء خلال تنظيم الدخول والخروج أو مرافقة حافلة الفريق الضيف و تخصيص جناح خاص بالملعب للوافدين من المشجعين لفرقهم،وغيرها من التدخلات. ويكون ذلك من خلال التواجد الفعلي واللوجيستيكي منذ الصباح الباكر عبر أكثر من نقطة رئيسية بالمدينة التي تستقبل الحدث . لكن هناك مثل مغربي يقول(الحوثة كتخنز الشواري) فكم من عناصر قليلة إن لم نقل قليلة جدا، ومنها من يندس في الألتراس للفريق ويقوم بأشياء لا تمس للروح الرياضة بصلة، لذلك يجب على هذه الجمعيات نفسها من خلال من يمثلها أن تقف سدا منيعا في وجه هؤلاء الأشخاص الغير مرغوب فيهم، سواء إما بإبعادهم بطريقة ودية أو إن اقتضى الحال بالطرق الأمنية والقانونية. وكم من إلتراس تساهم من خلال تدخلاتها الاجتماعية والإنسانية في تحسين صورتها في بيئتها المجتمعية ووسط جماهيرها الكروية المحلية من خلال تقديمها لِمَدِّ يد العون والمساعدة لمن هم في حاجة إليها في مختلف المناسبات والحالات الخاصة..

 

 

و نجد بأن جل الفعاليات الكروية المغربية وباقي المتدخلين في شأنها كلعبة جماهيرية، قد فطنت للأضرار الكبيرة لظاهرة الشغب بأصنافه وأشكاله على الجسم الكروي المغربي ككل ، سواء من جامعة و ِوزَارات وأمن وغيره، لذلك يجب أن ينظم الجسم الإعلامي هو الآخر سواء الرقمي منه أوالمكتوب والمرئي للتصدي لهذه الآفة التي تسيء للكرة الوطنية وتحد من الترويج القويم لمنتوجها خارج الوطن، وبذلك يساهم الجميع في تطويرها والرفع من مكانتها محليا وقاريا وعالميا مستقبلا..

مجموع المشاهدات: 569 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟