النخب السياسية المغربية..ومقولة "معرفتيش شكون أنا"

النخب السياسية المغربية..ومقولة "معرفتيش شكون أنا"

مصطفى طه

الحقل السياسي المغربي، تمكن من تجاوز ما سمي بالربيع العربي، بأقل الأضرار، وبعد أن استأنس المواطن شيئا ما، بالسياسة وتصالح معها، بعد سنوات من العزوف، حتى شد الحنين، بعض السياسيين المغاربة، إلى نهج سياسة التنمر، والوعيد، اتجاه المواطنين، تصل غالبا، إلى درجة الدونية.

 

ومن بين هؤلاء السياسيين، نجد النائب البرلماني، ورئيس مقاطعة بن مسيك، ورئيس عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم، محمد جودار، المنتمي حزبيا إلى الإتحاد الدستوري، المشارك في الحكومة الحالية، الذي كان على متن قطار سريع، يربط مدينتي الدار البيضاء والقنيطرة، حيث امتنع، الإدلاء ببطاقة القطار، الخاصة بنواب الشعب، لمراقب القطارات، مخاطبا هذا الأخير، قائلا "15 سنة وأنا كركب فهاد القطار، وعمرني شفت شي واحد بحالك مضيفا "والله لا شفتيها" ووجه له المراقب، سؤلا بالقول "واش كطبق القانون؟" ليجيبه البرلماني سالف الذكر "لا"، ذات السياسي، تابع وعيده للمراقب، مهددا إياه، بالاتصال بالمدير العام، للمكتب الوطني للسكك الحديدية.

 

هذا المسؤول السياسي، يجب أن يستوعب، أنه عندما ولج عالم السياسة، فإنه اصبح محاصر، بين ثقل السلطة وشعاعها، هذا من ناحية، وبين مراقبة الشعب المغربي، لتصرفاته من ناحية أخرى، لذا يجب عليه، أن يظهر للرأي العام الوطني، بعقلية السياسي، الرصين، المتوازن الحقيقي، لهذا، يجب أن يعلم، أنه في المجتمعات الغربية، هناك اهتمام كبير، بالجانب النفسي، لرجالات السياسة، حيث هناك، أخصائيون نفسيون، ومهتمون، شغلهم الشاغل، هو معاينة عن كثب، نفسية السياسي، وذلك من خلال، مظهره الخارجي، وخطاباته، وتعامله اليومي مع المواطنين، وكذلك أسرته ونشأته، وكل ما يتعلق، بحياته الشخصية، السرية والعلنية، في هذه الدول المتقدمة، فعلم النفس السياسي، يصنف من أهم الخانات المتداولة، لمراقبة أصحاب القرار، ومن بيدهم، تسيير وتدبير الشأن العام، لأنهم هم، مرآة بلدانهم.

 

أما بلدنا الحبيب، يشهد حالات نفسية، لبعض السياسيين، الجدير بالوقوف عليها، وتحليلها، لأنهم يعتبرون، أن المواطن المغربي، لا شأن ولا أهمية له، عند أغلبهم، لأنهم ينظرون إليه، على أنه مجرد شيء مناسباتي، للانتخابات الجماعية والتشريعية، عكس النخب السياسية في الغرب تنظر إلى المواطن كرأسمال اللامادي جد ثمين، وكإنسان، مهما كانت مكانته، الطبقية، وموقعه الاجتماعي، مما يجعل الموضوع، إشكالية تربية، ومبادئ أخلاقية، وقيم، ووعي، وثقافة.

 

 

وأختم مقالتي هاته، بقولة لعالم النفس الفرنسي، PASCAL DE SUTTER ، الذي جاء فيها "إن أطرف شيء أثبتته الدراسات هو أنه إذا كان هناك حمقى في السلطة، فذلك لأننا اخترناهم بالضبط لأنهم مجانين، نعم، نحن نصوت للمجانين والمخادعين، والكذابين، لأن عيوبهم تخلق لدينا الطمأنينة، إننا نفضل التصويت لأولئك الذين هم مثلنا، بدلا من العقلانيين أو الأكاديميين".

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات