سوق الثقافة .. !!؟؟

سوق الثقافة .. !!؟؟

عبد الرحيم هريوى

كل الأسواق تعرف الازدحام والرواج إلا سوق الثقافة فلا يلجه إلا النخبة من المجتمع لأن له خصوصياته ومنافعه والتي لا يعرف قيمتها إلا القليلون من فئات المجتمع …

 

المثقفون الحقيقيون لهم بيئتهم الخاصة وأماكن تواجدهم هم خليط من المفكرين والعلماء والسينمائيين والمسرحيين والكتاب والفنانين والمبدعين وغيرهم ..وهم رجالات زمانهم من طينة بشرية نوعية وراقية تساهم في تنوير عقول المجتمع والرقي به والسعي لتقدمه..

 

كما تساهم في بناء حضارة الأمم عبر التاريخ والبحث لها عن مكانتها المتميزة في محيطها الجهوي والوطني والإقليمي والدولي ، وذلك من خلال ما يتم انتاجه من إبداعات فكرية وثقافية في عدة مجالات حيوية متنوعة سواء في الحقل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو العلمي أو الأدبي والفني وغيره ..

 

بحيث ينتشر صيتها وصيت كتابها ومفكريها خارج الحدود الوطنية ، وبذلك يساهمون في التعريف بوطنهم وبثقافته وعاداته وطقوسه في الحياة.!!

 

لكن للأسف الشديد الثقافة ما زالت عندنا تحتاج للكثير من الاهتمام لأنها لا تحتل المكانة الرمزية والمتميزة التي ما فتئت تحتلها في حياة التدبير و التسيير والحكامة المرجوة للقطاع الذي يجب أن يحتل مكانته الاستراتيجية لدى الدولة ويلقى الاهتمام الكبير سواء عند المسؤول المباشر بالقطاع ، أو المواطن والمواطنة أو الوزارة الوصية ..

 

الثقافة عند المواطن والمواطنة هو آخر شيء يتم التفكير فيه في هيمنة أشياء أخرى كثيرة في الحياة لا صلة لها بالمجال الثقافي وخاصة كل شيء نستهلكه و نستورده له ارتباط باشباع حيواني والأمم لا تتقدم بما تستهلك من مواد ومنتوجات متنوعة ومختلفة بل بما تستطيع انتاجه وتصنيعه بنفسها وتطويره والتنافس به على الصعيدين الإقليمي والدولي ، فالثقافة تزدهر بازدهار الأمم فلما امتدت الدولة الإسلامية في عز سلطانها شرقا وغربا انتشرت ثقافتها وما كانت تحمله من جديد في حياة البشر في ذلك الزمان..

 

 

فلما يعرف قطاع التربية والتعليم أزمة زمنية يكون لذلك أثره البليغ على الأجيال القادمة لان هذا القطاع هو الذي يخلق النخب كيفما كان نوعها سواء في الإعلام والثقافة والسياسة والفكر وغيره وكلما تخلف هذا القطاع تكون النتائج مباشرة على باقي القطاعات الأخرى...

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات