مصر : ايام من الديمقراطية
محمد الاغظف بوية
كتب للشعب المصري العظيم أن ينال حظه من التخلف والتبعية للقوى الامبريالية .وكتب عليه تجربة كل نماذج التسلط العسكري إذ حكم من طرف مؤسسة تعشق الانقلابات بدل الاختيار الديمقراطي .
جرب الشعب كل ايديولوجيا التحرر لكنها في مصر كانت بطبعة عسكرانية .الإشتراكية ثم الليبرالية وبعد ذلك الديمقراطية .فكل موجة جديدة الا وحملت نفس الوجوه والرتب .وترك للشعب التمجيد والاغاني والاناشيد تمجد الحاكم العسكري ، وتذكرنا ببطولاته الوهمية ولن تبخل وسائل الإعلام في برامجها عن الحديث عن الانجاز العظيم والفتح المبهر ومن يقف لحظة أمام هذا الاعلام سيتذكر مصر الستينات و السبعينات لا شيء تغير ،اعلام خصص فقط للتمجيد .
بعد انتفاضة 25يناير اعتقد الجميع ان مصر نالت حصتها من ثورات الشعوب .كانت البداية ثورة شعبية لتنتقل البلاد إلى النظام الديمقراطي .سمح للأحزاب بالعمل السياسي وبهدف اعطاء شرعية للدولة فتح البرلمان امام كل التيارات السياسية وانشغل الشعب بتكوين رأي والمشاركة في انتخابات اعترفت الكثير من الدوائر الغربية وكذلك المنظمات الدولية المختصة بنزاهتها .
لكن العقلية العسكرية العربية لا تؤمن بإمكانية تغيير ياتي يحاكم مدني .فكان الانقلاب الذي اعاد مصر الى جمال عبد الناصر .
مصر اليوم جربت مسارا ديمقراطيا حقيقيا .لكن المسار توقف فجأة ،فلا بأس من التحرير عسى الشعب ان يستيقظ ذات يوم ما .
