ليبيا : من عجائب معمر الى تفاهات المليشيات

أقلام حرة

18/01/2020 12:21:00

محمد الاغظف بوية

ليبيا : من عجائب معمر الى تفاهات المليشيات

إنا لنفترض الآن أن الزعيم معمر القذافي حيا يرزق لينظر الى ما آلت اليه جماهيريته العظمى .وكيف ننسى خطبه المنددة بالاستعمار الغربي وكلماته التي تؤرق الجيران وتهديداته التي يرسلها من خيمته وسط طرابلس الى العالم بقصوره وفيلله .

يوصف القذافي بالزعيم والقائد .وكثير من زعماء العالم كانوا يكنون له الاحترام، اما خوفا من دعمه لحركات مسلحة  او طمعا في سخاءه ودعمه المالي اللامحدود لكل من يعبر بصورة واضحة عن قبوله بزعامة القائد الذي وصف نفسه يملك ملوك افريقيا .وكأن جماهيريته تحولت الى مركز لامبراطورية تهيمن على القرار الافريقي .

ليبيا مع القذافي اضاعت المال الكثير لاجل شعارات جوفاء دل التاريخ على فراغ محتواها ،اذ لم تعمر الإمبراطورية اكثر مما عمر معمر القذافي .بسقوطه سقطت .ومعهما اندثرت ليبيا .فلا حماسة القذافي الشعبوية خلقت جيلا يحب وطنه .ولا أمواله منعت تدخلات من كانوا بالأمس يخافونه .

انها ليبيا الجماهيرية التي تحولت الى جمهوريات مسلحة تتقاتل فيما بينها للظفر ببئر من النفط او الغاز .

يقاتل حفتر- حفيتر كما سماه القذافي ذات يوم من ايام حروب ليبيا الكبرى - كما يقاتل الأحزاب والمليشيات والقبائل بعضهم بعض .لا ٱحد يحتمل الاخر .الليبي يعتقد أن الليبي الاخر جحيم .وبالتالي فالحرب تدار بين ابناء البلد الواحد .

ترك القذافي ليبيا مشتتة .إذ كان عليه ان يبني دولة قانون ومؤسسات واختار انشاء بلد الخطب والشعارات .

 حمل معه حلم إمبراطورية كتبت شعاراتها على أرصفة شوارع مدن ليبية وافريقية .وفي جولاته يذكرهم بحكمه الفوقي العالي ،يذكرهم. لكنه نسي الشعب .ترك يعاني من نظام استبلدهم ،لم يختر القمع لغة بل شذ عن خيارات الأنظمة الشمولية .

لقد اختار أنماطا للسيطرة والتحكم بعيدا عن لغة السجن .بل اعتمد خلق ايديولوجية شجعت على قدسية الزعيم وفكره ورؤاه .فلا احد يمكن ان يشك في حكمته ورزانته .أسلوبه في الحكم والاستوزار .بل وفي المجال الديني والفكري .شخصية القذافي لم تصنع مجدا ليؤرخ ويكتب بمداد من ذهب .صحيح انه أسعد الناس بخطبه وخرجاته وتهديداته للغرب ومرات عدة شنف مسامع الناس بكلماته الفاضحة لسلوك الجامعة العربية ومؤتمرات قادة العالم العربي.لكنه لم يؤسس لكيان دولة مستقلة ومجتمع ناضج فكريا .بل بنى بمؤسسات تفتقد للشرعية وتدعي القوة الجماهيرية لكنها سقطت في اول امتحان لها .

سقط القذافي ولم تسقط الدولة .ولم لم تسقط ؟ ببساطة لم تكن ليبيا دولة مؤسسات .ففي غياب الرشد السياسي تنهار الدولة .لكن في ليبيا انهارت النظام  والمجتمع كلية .

وما بعد الثورة انهالت على ليبيا طلبات للحماية واخرى تطلب محاربة الارهاب واخرى تدعي حماية الشرعية .

 

الضعف يولد الهزيمة والبلد في حالة ضعف .

مجموع المشاهدات: 750 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟