التعليم وثالوث التربية والخوف وظاهرة شوفوني!
منير الحردول
حملة شوفوني التي قادها ويقودها بعض رجال ونساء التربية والتكوين ،تسيء للمهنة أكثر مما تحصنها من الانحرافات المتنوعة .فمهمة هيئة التدريس ليست هي صباغة الحائط والجماد، أو الرقص الجماعي أو حلاقة رؤوس بعض التلاميذ الأبرياء أو القيام بأي فعل، المراد منه كسب مزيد من الشهرة التافهة الفانية.الكل قادر على فعل هذه الأمور.هذه المهن لها أهلها والتطفل عليها يخالف الجوانب المهنية التربوية!
لكن ألم تستوعب الآلة الاعلامية وأصحاب هذه الحملة أن هناك آلاف من النتسبين للأسرة التعليمية يكافحون رغم مرضهم وكبر سنهم، بل منهم المعاقون والمصابون بأمراض مزمنة، ومنهم من هم مصابون بسرطانات مميتة ويعاونون رفقة أسرهم في صمت وقلة في ذات اليد، التي تجعلهم يتعففون رغم احتياجاتهم المادية والمعنوية.
هؤلاء يثابرون من أجل هدف نبيل ألا وهو تكوين مجتمع صالح ،لا مجتمع المراهقة المتأخرة والرياء ،والتملق وغيرها من السلوكات التي تسيء للجسم التربوي ولصاحبها أولا. أكثر مما يراد لها من قبل من لا يقدرون جسامة المهنة واكراهاتها ونبلها،و الذي يمكن تلخيصها في نكران الذات، لهدف واحد ،هو خلق جيل من الشعب الواعي المتزن،المفعم بقيم الأمل وحب تراب هذا الوطن الغالي. .
من يريد أن يتحول إلى بطل حقيقي ،عليه أن يبدع الجديد النافع له، وللشعب والمتمدرسين.
التعليم لا يمكن أن ينجح مع مدرسة مثير إستجابة.بل هناك مسار إسمه الإخلاص لله والضمير .وللوطن وثوابتة.
لذا إذا ما كان مراهقي حملة شوفوني يتناسوا العمل داخل الفصول ويبحثون عن الصور لأخد المقابل فهذه كارثة للأخلاق التربوية ومسيئة لنساء التربية والتكوين .
التعليم رسالة نبيلة.حملة شوفوني تسيء لمضمون الرسالة!
المظاهر لن تعالج الخلل.
صورة المدرس عليها أن تغرس في وجدان المتعلم وتصبح
قدوة للجميع ،وتلقى التقدير والاحترام في الأوساط الاجتماعية والسياسية.
أما عن مسألة الخوف وعلاقته بالابداع والاستقرار النفسي فهذا معقد أكثر من العقد.
فعندما تحشر هيئة التدريس في دائرة اسمها الخوف ومحاطة ببهتان بعض المراهقين وحقد بعض السياسيين وتسرع بعض الصحفيين وجهل بعض الأسر !
اذن كيف للابداع أن يبدع وهو محاط بسياج مليء بالفخاخ.
خوف هيئة التدريس وتكبيلها يعني ترك الأمور على حالها
والابتعاد عن التوجيه والنصح .
مؤسف أم يتم محاصرة هيئة التدريس من كل جهة!
كلنا أمل ما دمنا نزرع الامل رغم توالي الضربات!.
التربية تحتاج للاحترام وتقدير الجميع وترسيخ قيم الأخوة والمساواة قبل التعليم.
أما الخوف فهو ظاهرة طبيعية لكن أن تصبح القوانين مخيفة لدرجة فقدان وسائل الضبط لدى المعلمين والمتعلمين فهذه كارثة.
وبالنسبة لأهل شوفوني حبذا لو أبدعوا شيئا تربويا جديدا للمهنة له الأثر على الناشئة والأسرة والمجتمع ككل.
هيئة التريس عليها أن لا تتطفل على مهن أخرى قائمة الذات.وهي أصلا(مجموعة من المهن) تدخل في خانة التكوين المهني.اذن لا تزاحموا أصحاب الحرف المتنوعة.
وسنعود لاحقا من هذا المنبر للتفصيل!
أعتذر عن الازعاج وشكرا على تفهمكم!
