فوبيا كرونا لتسويق الدعاية السوداء
عبد العالي الصادق
لا أحد الأن يستطيع إنكار حجم التوثر الشديد الذي أصاب العالم في الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ، بسبب تفشي فيروس كرونا ؛ وفيما تحاول دولا ومنظمات دولية تهدئة هذا التوثر وتخطيه، تعمل قوى الخفاء على تأجيج الوضع ، من خلال الدعاية السرية او ما تسمى بالدعاية السوداء من أجل إعادة بناء النظام الاقتصادي والسياسي لجني الارباح أكثر في الأرصدة البنكية أو لبسط مزيدا من النفوذ. وتزداد الخطورة اكثر كلما تسارعت وثيرة الازمة.
ويمكن ترجيح جوهر الدعاية السوداء في استغلال الخوف من المجهول ، فهي تقوم على الشعور بالخوف من مخاطر الازمة فمهندسوها يبدؤون من تكرار الكذب حتى يترسخ في الذهون ، ودينامية خبراء صناعة الرعب في تحرك شديد نحو دفع المستثمرين الى الانتحار في بورصة التداول وبيع اسهمهم بأقل الاثمنة ، ومع تصدير الخوف والهلع ، تبدأ خطط الاستثمار في الازمة حاليا وعلى المدى البعيد ، لضرب الغزو الساحق للمنتجات الصينية وذالك بإحياء المنتج المحلي وتعظيم دور الشركات الوطنية والقطاعات المحلية في تعويض الفاقد وايجاد البدائل للمنتجات الصينية .
ورغم مشكلة فيروس كرونا هي فقط الانتشار السريع ، ونسب وفياته أقل من معدل الإنفلوانزا الموسمية؛ إلا أن قوى الظل وخبرائها في صناعة الخوف لهم حسابات أخرى تضاعف من ترواثهم ونفوذهم السياسي.
ولذالك فمواجهة هذه القوى الخفية لابد من الرهان على الوعي الفردي والجمعي ، والبعد عن العبث المجنون للاحتواء هذا السلوك الاجرامي الغبي الذي يجب الحجر عليه.! فأرقى الشعوب هي التي تتصدى للمصائب بعقلية البقاء الجماعي وليس الخلاص الفردي.
