الاستقرار والامن الاجتماعي بعد وباء كورونا
محمد بونوار
قديما كان معيار القوة الاقتصادية فوق كوكب الارض هو عدد رؤوس الغنم والبقر وعدد الاطنان من الحبوب والحوامض والخضر , هذا القياس عمر طويلا , وكان البشر يخططون لبلوغه من خلال بناء السدود , وتربية الدواجن والانعام وتهيئ الاراضي الفلاحية وكل ما يدور في هذا المجال .
ومع مجيئ الثورة الصناعية انتقل معيار القياس الاقتصادي الى كل ما هو صناعي الى غاية 1980 تقريبا .
وبعدها , مال العالم نسبيا الى تكنلوجيا المعلوماتية , مع الاحتفاض بالصناعة طبعا , لكن اليوم بدأ المعيار يميل الى اٍضافة قسم جديد ألا وهو المنظومة الصحية المصحوبة بالابحاث البيولوجية.
وهكذا أصبحت كل دولة تتسابق مع الزمن للبحث عن أدمغتها في مجال الابحاث العلمية و تجري جريا لحماية مواطنيها وتشغيل أطرها الطبية , واٍعداد مراكز للابحاث العلمية خاصة منها البيولوجية .
.
...جاء فيروس – كورونا – الى الكرة الارضية بدون سابق اعلام ,وشكل مشاكل كثيرة لعد ة دول سواء منها المتقدمة أو غير المتقدمة .
المشاكل التي خلقها وباء – كورونا – هي مشاكل لها علاقة بالمنظومة الصحية والاطر الصحية والعتاد الطبي بما فيها المستشفيات وعدد الاسرة المتوفرة وجاهزية التدخلات السريعة ونجاعة مراقبة المرضى وحمايتهم ومآزرتهم طبيا ونفسانيا واجتماعيا ومدى وعي المواطنين لفهم خطورة الوباء .
في هذا السياق نفهم أن كل دولة يجب أن تملك معداتها وعتادها وتعد علماءها وتشيد مستشفياتها بما يليق لما يسمى بالعزل الصحي , وتكون ممرضين وممرضات في مستوى مواجهة الامراض البيولوجية الجديدة .
ملاحضة هامة لم تعد تجدي التحالفات ولا الاتحادات , لان كل دولة يجب ان تدافع عن نفسها بنفسها
هذا هو الجزء الاول من النظام العالمي الجديد الذي أسفر عنه ظهور وباء – كورونا - من غير المستبعد ان يظهر فيروس جديد في السنوات القادمة , لكن على الدول ان تهيء نفسها أكثر مما هو عليه الان .
هذا الوباء خلق مشاكل أيضا اجتماعية تهم الشغل والتجارة والاقتصاد والسياحة بشكل عام . علاوة على النظام العام ,والذي يجرنا الى الحديث عن تأمين حياة المواطنين في الشق الغذائي أولا والذي يعني توفير المواد الغذائية والمواد الصحية والتي تعطيه أملا في مواجهة هذا الوباء الفتاك .
ثم الشق الثاني ,وهو الشق الاجتماعي , والذي يهم تعويض فاقدي الشغل وتعويض العاطلين لاداء الكراء والماء والكهرباء زيادة على ضمان متطلبات العيش اليومي .
هذه المصاريف ليست بالسهلة لانها تتطلب أموالا طاءلة , كما تتطلب قوانين اجتماعية لها صلة بالمواطن مباشرة ,وهي قيمة تنمي مفهموم العدالة الاجتماعية الذي يعزز بدوره ما يسمى بالاستقرار والامن الاجتماعي .
الفايروس الذي انتقلت عدواه من الصين الى باقي دول العالم هو نفس الفايروس , لكن عدد المصابين وعدد الموتى وعدد المعافين يختلف من بلد الى آخر . وذالك انطلاقا من معطيات مهمة لها علاقة بالبنيات الاستشفائية , ونجاعة المنظومة الصحية والتي يمكن ربطها بسرعة التدخلات السريعة ,وأخيرا مدى وعي المواطنين واحترامهم للقوانين المعمول بها .
هنا وجبت الاشارة أن مفهوم الصحة بشكل عام لم يعد منحصرا في عدد المستشفيات , بل الحدث يتطلب نظاما متطورا في مواجهة هذا الشكل من الآفات . ولهذا يتوجب على كثير من الدول الاستعداد من اليوم لتغيير سياستها في ميدان الصحة , لان فيروس – كورونا – ما هو اٍلا بداية لعهد جديد من المشاكل التي سوف تراود العالم بين الحين والحين في السنوات القادمة .
معاهد للابحاث العلمية ومراكز بيولوجية لصناعة اللقاحات والاهتمام بكل ما هو علمي خالص وتهيئ الاجواء الملائمة لترشيد الابحاث البيولوجية لدى المواطنين , خاصة طلاب الجامعات . هذه هي الميزة الجديدة والصفة المرغوبة والمحبذة لتوطيد الاستقرار والامن الاجتماعي الجديد من خلال تجربة تفشي وباء كورونا اللعين .
