كورونا واستشراف غد أفضل

خليل البخاري

ان إزمة كورونا  ستمرحتما كما  مرت أوبئة وأزمات سابقة . وسيعود بلدنا الى حالته الطبيعية. لكن هذه الأزمة تفرض علينا الاعداد لا ستشراف الزمان لمرحلة ما بعد كورونا. 

ان العالم سيتغير بعد كورونا وستتغير الاوضاع السياسيةوالاقتصادية. فالصراعات بين القوى الكبرى ستظهر في مجال التقنيات والتكنولوجيا والطب وهو ما سيجعل العالم يفرز مراكز قوى جديدة في العالم اساسها تكنولوجي قبل ان بكون سياسي. 

لقد كشف وباء كورونا عيوب النظام النيوليبرالي العالمي وعرى وفضح السياسات العنصرية وانماط التسلط والهيمنة الاقتصادية والسياسية . ان وباء كورونا أظهر قصور  السياسات العالمية.ففي معظم دول العالم  لاحظ الجميع قصور في توفير الموارد الصحية والتعليم والبحث العلمي.

ان كارثة كورونا ستؤدي الى ازمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة وخسائر تقدر بالملايير وكساد قد يفوق الكساد العالمي لعام 1929م(الخميس الاسود)والذي ساهم في ظهور الانظمة الكليانية : الفاشية بايطاليا والنازية بألمانيا  وفي قيام الحرب العالمية الثانية 1939/1945.

ان كل تداعيات وباء كورونا تؤكد الحاجة الى ثورة اجتماعية عالمية شاملة تعيد مسار البشرية نحوالعدالة الاجتماعية وتطوير المؤسسات الصحية ومراكز البحث العلمي...والحاجة الى ثورة حقيقية تعيد هيكلة النظام الاقتصادي العالمي بما يوقف تلوث البيئة  ويكرس الموارد للوقاية من أي أوبئة  أو كوارث طبيعية محتملة.

ومثلما اجتاح وباء كورونا العالم دون اعتبار لحدود أو حواجز.فان مواجهة آثاره لا يمكن أن تكون عالمية في عصر صارت معه البشرية تعيش في قريةعالمية اسمها الكرة الأرضية .

بعد نهاية أزمة كورونا ستحظى النظافة بالاهمية الكبرى وسيحرص الجميع على النظافة باعتبارها مفتاح الوقاية من الامراض.  وفي مجال التعليم عن بعد سيتعزز بعد كورونا وسيخلق قفزة نوعية صوب استخدام التكنولوجيا.كما ستزداد  مكانة الاطقم الطبية والاطر التعليمية والاجهزة الامنية...لكونهم بذلوا جهودا مضنيةووطنية صادقة.

ان عالم بعد كورونا  حتما ليس نفسع قبل كورونا. لذلك مطلوب على الدولة اعداد العدة استباقيا واستشرافيا لأخذ كل الأبعاد بعين الاعتبار ونتطلع لمخطط حكومي  اقتصادي واجتماعي يهدف لزيادة النمو الاقتصادي وتحسين ظروف بيئة العمل والإستثمار. 

ليس امام العالم بعد جائحة كورونا الا واحد من طريقتين: اما ثورةاجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية والانسانية وتوزيع عادل للثروات او مواجهة  خطر صعود الفاشية من جديد.