سؤال المصداقية في شواهد ما بعد البكالوريا ؟

سؤال  المصداقية  في  شواهد ما بعد البكالوريا  ؟

 

أذ  عبد الهادي  وهبي

    تتوالى التقارير الدولية في واقع التعليم بين  المدخلات و المخرجات ، لكن المتتبع للشأن التربوي المغربي خلال السنوات الأخيرة  منذ حوالي  سنة 2000  ، يتبصر إلى  ان   شواهد التعليم  المدرسي ( شهادة التعليم الابتدائي – الثانوي الإعدادي – البكالوريا )   هي التي لا تزال تحصى بالأهمية و الاحترام لدى الكثير من المهتمين  ، و السبب يعود بالأساس إلى إن هذا النوع من التعليم لا يزال يحافظ على الكثير من المصداقية في تقييم شواهده،  ولم تدخله بعد تلك الشوائب  اللاخلاقية و اللاتربوية التي أصبحت السمة المميزة لشواهد ما بعد البكالوريا أي شواهد الجامعات و الكليات و المعاهد العليا . فلماذا يستمر الصراع بين الوزارة الوصية عن التعليم و النقابات التعليمية حول الاعتراف المادي بشواهد ما بعد الباكلوريا ؟  من هو صاحب الحق النقابات التعليمية ام الوزارة الوصية ؟ أليس  للوزارة الوصية بعض الحق ؟ كلما تعلق الأمر  بالوزارة الوصية عن التعليم في تعاملها مع مطالب النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ، كلما جلدنا الوزارة  و اتهمناها بالتماطل و أكل حقوق الشغيلة التعليمية من أساتذة و إداريين و .....، وأبدينا تعاطفا لا محدودا مع مطالب النقابات  التعليمية ، واسمحولي ان اختلف مع هذا التيار، و أدلي برأي ا خر لعله يكون منصفا للجميع . لدينا في ثقافتنا العربية الإسلامية على إن الاختلاف محمود به ، و ان الاختلاف بين فئتين  او طائفتين لا يعني ان أحداهما على حق تام و الأخرى  على باطل تام ، أكيد ان النقابات  معها الكثير من الحق ، ولكن الوزارة كذلك لها بعض الحق .   فالكثير يجمع على ان شواهد ما بعد البكالوريا أصبحت فاقدة في كثير من الحالات الى المصداقية و الاحترام ، وأصبحت توزع  على الطلبة  و الطالبات  تحديدا بمعايير بعيدة عن التربية والعلم و حتى الأخلاق  أيضا من خلال  الاستنتاجات التالية :

-   مع الإصلاح التعليمي الجديد في التعليم العالي ، دخلت معه معايير لا أخلاقية في تقييم الأداء العلمي للطلبة ، من قبيل الرشوة المعنوية  ( التلميح ، التملق ،  الجسد – الانفراد ، الانفتاح و ما أدراك بالانفتاح – اللف   - لي الأذرع    )

 -  طرق و أساليب تعليمية تعود الى العهد السوفيتي وجدار برلين ، أساتذة لا يزالون يدرسون الطلبة اقتصاد و تاريخ فرنسا خلال 1990 أي تلك الدروس التي تلقوها أثناء دراستهم بفرنسا ، تخرج طالبا منسلخا عن ثقافته المغربية القومية  

-  الجامعة منغلقة على نفسها تماما ، لا رحلات لا دراسات لا استمارات تهم قضايا الجامعة او الكلية في علاقتها مع المحيط المحلي – الجهوي – الوطني ، تخرج طالبا  بماستر في التواصل ، ولا يستطيع إنشاء جملة مفيدة تنفعه اولا ,

-   طرق تقييم تعود إلى التعليم  الابتدائي ، لقد شاهدت بأم عيني أستاذا في كلية الآداب .......يقوم بانجاز اختبار شفوي للطلبة عند كل بداية حصة دراسية ، و يطرد كل طالب تأخر عن الدخول إلى الجناح ب 5 دقائق – انه الاستهزاء .    

-  صنف جديد من الطالبات (  الجميلات ، المليحات ، الكاشفات لكل تضاريس الجسم ، تتبع أخر أنواع الموسيقى و الماكياج وطلبة ( يعشون خارج السياق التاريخي و الاجتماعي للقرن 21  ، إما بالتخدير الفكري  او غيره )

-  ركود في الإنتاج الفكري و العلمي ، حيث لا زلنا تعيد ما أنجز من طرف العلماء في أوربا منذ الاستقلال إلى اليوم ، لدينا إلى حد ألان إنتاج علمي او فكري مغربي أصيل  صادر عن فرد او جماعة من كلية أدبية او علمية او معهد للتكوين

  - أصبح الموظفون ممنوعين من استكمال الدراسة ، رغم ان التعليم حق دستور ي و وطني في جميع المراحل الدراسية  لكل مواطن  له الرغبة في ذلك ، ولكن تصطدم بعقليات القطيع التي جعلت إدارات الدولة ملكا لها ( شهادة شخصية )

-   تأثر الطلبة خاصة المتخصصين في الانكليزية و الفرنسية و الاسبانية ، بثقافة دول هذه اللغات في  اللباس و الأكل في   انسلاخ تام عن ثقافتهم الوطنية ( الدين – العادات و التقاليد – التاريخ – القومية العربية و الإسلامية )

 - غياب تام في  الدراسات :   للقومية العربية و الإسلامية و الانتماء التاريخي للمغرب إفريقيا ، عربيا ، إسلاميا ، بل هناك    ربط متعمد للمغرب  بأوربا و أمريكا و السبب هو ان العديد من أساتذتنا الجامعيين لا يزال فكرهم مرتبط  بسنوات دراسته

     في أوربا و أمريكا  

   -  أصبح الطالب خارج السياق التاريخي و الاجتماعي و الاقتصادي لمجتمع و لعالم القرن 21 م ، ومتمسكا  بفكر القرن 20   و توازن الرعب   أثناء الصراع الاشتراكي و الرأسمالي اما  الطالبات فحدث ولا حرج ، فلا تسال الطالبة الجامعية عن   التحصيل العلمي ، لأنك سوف تصفع ، فاسألها عن آخر موديلات اللباس و الماكياج و موديلات التجميل ، واسم الأستاذ  الفلاني  كيف يتعامل مع الطالبة المحتجبة و الطالبة المنفتحة ( هذا هو التصور السائد للأسف الشديد )

-  في الجامعة او الكلية  او المعهد العالي ، الكل يمثل على الأخر : الإدارة تمثل على الأساتذة ، الأساتذة يمثلون على الطلبة ، الطلبة يمثلون على أنفسهم

- أصبح للجامعة أبواب تقفل خلال كل حصة ، بعدما كانت مفتوحة الأبواب طيلة الموسم الجامعي ( القفل المادي و البشري )

 -  استسمح إذا قلت أن الحديث اللا أخلاقي بين الطالبة و الطالبات و الا.......... أصبح مألوفا و عاديا .

-  الأستاذ الجامعي الدكتور الجامعي تحول الى  مستثمر ، لا يزور الجامعة إلا عابر سبيل  ، و الدليل على ذلك ، ان  اغلب الأساتذة الجامعيين

   يحضرون اول حصة مع الطلبة لتوزيع البحوث و العروض ، ويضرب معه موعدا لجمعها ، وهناك حجج و براهين على ان مصير هذه البحوث هو الرمي في المكاتب ، مع ان الوظيفة العمومية تمنع الموظف العمومي من ممارسة نشاط  يذر عليه  دخلا مستمرا ( شركات – ضيعات .....)

- أصبحت الجامعة مجالا لعقد الصفقات التجارية لبيع الممتلكات العامة المربحة ، بدل أن تكون مجالا لعقد صفقات البعثات الطلابية

- كثرة الغياب في صفوف الإداريين و الأساتذة تحت ذريعة السفر لغرض تربوي إلى أوربا ، ونحن لم نرى زيارة يتيمة لأحد الأساتذة الأوربيين الى جامعاتنا الغراء

 ملاحظة هامة : هذه الحقائق لا تمس جميع السادة الأساتذة  و الإداريين المحترمين ، لان التعميم خطا شائع ، ولا أحب التعميم في مثل هذه الأمور ، ولكن مع الأسف الشديد هذه النوع هو الأكثر سوادا . 

   و خلاصة القول ، انه لو كانت مخرجات تعليمنا الجامعي ، تنتج شهادات تعبر عن مصداقية الكفاءات  ، لما كان لدينا هذا الصراع الذي تحول إلى   حرب بين الوزارة الوصية و النقابات ، وحقيقة الوزارة لا تريد ان تبوح بهذا السبب ، لانها يمكن ان تكون طرفا في هذه المعضلة .

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

كان

مع كامل احترامي,مقال غير واقعي,مع كثير من الأخطاء الإملائية, وخلط كبير بين المفاهيم

2011/04/18 - 01:57
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة