عبقرية عريس الشهداء المهدي بنبركة زعـيم و مرشد للقـارات الثلاث
محمد كرميم البيهـي
إن الخمس سنوات التي قضى المهدي معظمها خارج الوطن 1960/1965 نتيجة مسلسل القمع الذي واكب مسيرة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مكنته من الاضطلاع بالعلاقات الدولية للاتحاد. كما أهله ذكاؤه الثاقب، و هـو أستاذ الرياضيات، بأن يتولى عدة مهـام تنسيقية داخل منظمات دولية. سواء افريقية أو أسيوية أو بأمريكا اللاتينية.
مباشرة بعد مؤتمر أكرا، مؤتمر تضامن الشعوب الأسيوية الإفريقية كتب المهدي تقريرا تحليليا للأوضاع الدولية كان عازما على إرساله إلى الرئيس الجزائري أحمد بن بلة لـولا انقلاب 19 جوان 1965. من بين ما جاء في التقـرير. « كنا نخشى أن يكون هذا المؤتمر فرصة أخرى لبروز الصراع الصيني السوفياتي، و خاصة عندما رأينا إلحاح الصين في تأجيله حتى لا يعرقل أغراضها من مؤتمر الجزائر، و إلحاح السوفياتيين في انعقاده . و قد تمكنا من قلب اتجاه المؤتمر من أول يومه و الحيلـولة دون الصدام الذي لا تجني منه الحركة الثورية التحريرية فـائدة قط، و ذلك بفضل تكـوين كتلة من حركات التحرير الوطني المتجانسة ( الجزائـر- غينيـا- غـانا - مالي- تنزانيا- فيتنام- المغرب) خصوصا و أن بعض هذه الحركات أوفـدت لتمثيلها شخصيات بارزة لها نفـوذ في حركة التضامن ...... »
لقد كانت للمهدي قدرة خارقة على إقناع محاوريه سواء كانوا خصوما أو أصدقاء. جاء في التقـرير أيضا: « و نجحنا أن يركـز المؤتمر اهتمامه على قضايا الساعة في كفـاح الشعـوب ضد الاستعمار و قبل اقتـراح مشترك لوفـدي الجزائر و المغرب بأن يتكلـم بإسهـاب مندوبـو فيتنـام و الكونغـو و فلسطين و كـوبا قبل غيرهم تم يعطى وقت محدود لباقي المندوبين».
إن أكبر عربون على نجاح مؤتمر أكرا بالنسبة للمهدي هـو ذلك الحلم الذي طالما راوده منذ 1961 و المتمثل في تنظيم مؤتمر للقارات الثلاث ( افريقيا- أسيا- أمريكا اللاتينية). يتضح ذلك من خلال ما جاء في تقـريره التحليلي: « أود أن أسجل أن أهم نتيجة خرجنا بها من مؤتمر التضامن بأكرا هي إعلان انعقـاد مؤتمر القارات الثلاث بهافانا في يناير1966. كان المهدي رحمه الله خزانا هائلا للأفكـار النيرة و المقترحات الجيدة. يضيف في التقـرير التحليلي: « و استمرت محاولات الإقبـار(يعني بها إقبـار فكرة مؤتمر القـارات الثلاث) بدعـوى أن اللجنة التحضيرية غير تامة التكـوين.......و أخيرا أقنعنا الجميع بضرورة البت أمام تطور الأحداث العالمية و كان حضور مندوبين عن كـوبا و فنزويلا في أكـرا و إلحاحهما في التعجيل بعقد مؤتمر القـارات الثلاث العامل الحاسم الذي جعل كل من يحاول المماطلة من جديد في موضع الاتهــام...... و تم تأليف اللجنة التحضيرية تحت رئاسة مندوب المغرب عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية». إنه المهدي بنبركة مرشد القارات الثلاث.
الى جانب رئاسة اللجنة التحضيرية كان المهدي مكلفا بإعـداد التقرير التوجيهي الذي سيعرض في مؤتمر الجزائر و الذي يجب أن يتضمن حسب المهدي تحليلا شاملا للحركة الثورية التحريرية في العالم . إن عبقـرية المهدي جعلت منه مندوبا للمغرب و رائدا في مؤتمر أكـرا حيث استطاع أن يوقف خلافـا حادا بين الأطراف الحاضرة حول دعـوة الملاحظين من عدمها، من البلدان الاشتراكية الأوروبية، حيث جاء في تقريـر المهدي الذي كان من المقرر أن يتوصل به الرئيس أحمد بن بلا:
«أثـار السوفياتيـون مسألة دعـوة الملاحظين من البلدان الاشتراكية الأوروبية التي تسبب دائما نقاشات لا نهاية لها في السكرتارية ثم تنتهي المسألة بأن يدعى الملاحظـون من طرف الدولة المضيفة تلافيـا للمشكل. وهنا حاول الصينيـون أن يقوموا بحملة دعائية ضد مجموعة الدول الأوروبية الاشتراكية الموالية للاتحاد السوفياتي فأوقفتهـم إذ كنت رئيسا للجنة التنظيم، و أنهيت المناقشة بقبـول مقترح الجزائر الذي يوصي بدعوة هؤلاء الملاحظين».
كان المهدي شديد الاهتمام بمؤتمر الجزائر الذي من المفروض أن يسبق مؤتمر القارات الثلاث. كان يراهن عليه لتقديم حلـول موضوعية وواقعية لبعض المشاكل المستعصية. حيث أكد في التقرير على ما يلي : « ظلت الأوساط الاستعمارية تأمل أن يعرقل مؤتمر الدول الأسيوية الإفريقية بالجزائر( من الداخل) و لكنها بعد أن تأكدت من أنه سيعقد في موعـده المقرر و أن الوضع الدولي سيجعله لا محالة متجها إلى قضايا الساعة و أن الجدية التي تبديها الدولة المضيفة في تحضيره قد تمكنه من إتاحة الفرصة لتقديم حلـول موضوعية وواقعية لبعض المشاكل المستعصية خاصة بالنسبة للفيتنام. كل ذلك دفع الأوساط الاستعمارية لتحرك أبواقها السخيفة من بعض الدمى الإفريقية و أن تحاول تجنيد الدول العميلة في مجموعة OCAM ( منظمة المجموعة الإفريقية و جزر موريس ) و لـو أن دعايتها لا تتجزأ عن الهجوم ضد مؤتمر الجزائر مثلما تتجه بكل عنف ضد أكرا».
و عن التصلب الاستعماري و التناقضات الداخلية بين السياستين الفرنسية و الأمريكية في إفريقيا حيث تسير السياسة الفرنسية في خطين متوازيين، الخط الدغـولي التقليدي و خط فـوكار الذي يعمل على الاحتفاظ بسيطرة المخابرات الفرنسية على تسيير شؤون الدول الإفريقية. أما الموقـف الأمريكي في إفريقيا فلا تزيده الأيام إلا تصلبا و إمعانا في مواجهة المد الثـوري، حيث يستعد الجيش الأمريكي للتدخل السريع متى دعت الضرورة إلى ذلك. نظرا لهذا التصلب الاستعماري جاء في الأسطر الأخيرة للتقـرير التحليلي للأوضاع الدولية الذي كان أعده الشهيد المهدي بنبركة إلى الرئيس أحمد بنبلا لم يتمكن من إرساله إليه سبب انقلاب 19 جوان 1965، ما يلي:
« و لذلك فإن أفضل جواب على هذه المخططات الاستعمارية سواء كانت فرنسية أم أمريكية هو العمل على إنجاح مؤتمر الجزائر بأن يخرج بحلول إيجابية لبعض القضايا المستعصية مثل الفيتنام و أن يمثن الجبهة الثورية في القارات الثلاث و على الأخص في القارة الإفريقية على أسس منتظمة و علمية ».

yazro
laisser les morts
toujours mehdi arryalghay d allileurs les styklalyines et tyhadyines et autres sont ennemis de ce pays lire les declaratiln de ouchlh dans le mensuel arabe azzamane et vous verrez la verite de ces gens aadaa allah b sse chouhada laisser le tranquill allah yarhamou seul notre dieu qui sait