التواصل السياسي

التواصل السياسي

يحيى عمران

 

من الصعب التحكم في معاني مصطلح " التواصل السياسي " لكونه علما تشابك فيه حقلان معرفيان غاية في العقيد : التواصل والساسة لهذا يستعصي على كثير من الدارسين إيجاد تعريف موحد يلخص مجموع مراحل عملية التواصل السياسي وأهدافها ومراميها ووسائلها .

فكان طبيعيا أن تتعدد التعاريف وتختلف باختلاف مدارس واضعيها .

إن التواصل السياسي يندرج في إطار ما يعرف  ب " الاتصال السياسي " باعتباره أهم أشكال التواصل التي تطبع علاقة وسائل الإعلام برجل السياسة وكذا علاقته بالجمهور المستهدف خاصة في فترة الانتخابات ، حيث تعتمد الأحزاب المشاركة في الانتخابات على تفعيل الاتصال السياسي بهدف التعريف بها وببرامجها وتوجهاتها وأهدافها .

وقد أورد الدكتور محمد بن سعود البشر في كتابه " مقدمة في الاتصال السياسي جملة من التعاريف نوردها كما يلي :

" فقد عرفه ميدو Meadow  " الاتصال السياسي هو الرموز والرسائل المتبادلة المتأثرة فيه "

وعرفه تشافي chafée " الاتصال السياسي هو اثر الاتصال ووظيفته في العملية السياسية " .

في حين عرفه بليك وهاردسن Harddsen&Blake : " الاتصال السياسي هو الاتصال المؤثر تأثيرا حقيقا أو ممكنا في الحالة السياسية أو الوجود السياسي بصفة عامة "

أما دينتون ودوارد Wood ward&Dennton فيريان أن الاتصال هو " المناقشة العامة حول السلطة ومصادر الدخل في المجتمع "

لورد ويند لسمان Lord Windelsman  عرف الاتصال السياسي بأنه " الإرسال الإداري لرسالة سياسية من مرسل مستقبل بهدف جر المستقبل في اتجاه لا يستطيع معه التفكير في غيره " .

أما دومينك وولتون (Dominique Wolten  ) فيعرف الاتصال السياسي بأنه " كل اتصال موضوعه السياسة "

والى جانب هذه التعاريف ، قدم د. محمد سعود البشر المفاهيم عدة لتوضيح الاتصال السياسي ، حيث يقول أن الاتصال السياسي هو النشاط السياسي الموجه الذي يقوم به الساسة ، أو الإعلاميون أو عامة أفراد الشعب ، والذي يعكس أهدافا سياسية محددة تتعلق بقضايا البيئة السياسية وتؤثر في الرأي العام أو الحياة الخاصة للأفراد والشعوب من خلال وسائل الاتصال المتعددة ، ويشرح البشر هذا التعريف بقوله : " أن الاتصال السياسي هو النشاط الذي يحدث في البيئة السياسية ، سواء كان متعلقا بالسلطة وأعمالها أو طرق ممارستها للسلطة داخل حدودها ا خارجها وهذا النشاط السياسي تعكسه وسائل الاتصال التي يتخذها منبرا لهم لإيصال صوتهم إلى الجماهير "

يركز في هذا التعريف محمد سعود البشر على نشاط الإعلاميين الذين يرى أن لهم دورا في صنع القرارات ،والمشاركة في العملية السياسية ، ويركز كذلك على العنصر الثالث من عناصر الاتصال السياسي وهو الجمهور ، حيث يرى أن وسيلتهم في ذلك تكون على مستوى الاتصال الشخصي أو الجمعي من خلال المناقشات التي تدور بين أفراد المجتمع حول قضايا البيئة السياسية ، والتي تثار من قبل الساسة وسائل الاتصال الجماهيري .

من خلال ما سبق يمكن أن نستنتج انه ليتحقق الاتصال السياسي يلزم ما يلي :

-        النشاط السياسي : وهو مضمون العملية الاتصالية السياسية .

-        القائم بالاتصال : وهم الساسة أو الإعلاميون ، وعامة أفراد الشعب .

-        الهدف : الذي يتضمن الأثر المقصود من الرسالة .   

---------------------------------------------------------------------

1- محمد سعود البشر (2000) : مقدمة في الاتصال السياسي ، ص 16 .

2- نفسه ، ص 18 .

 

 

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة