إيلاف
لا تخلو الزيارات الملكية التفقدية إلى المدن المغربية من حوادث تبدو غريبة، خاصة حين يعمد بعض المواطنين إلى اعتراض الموكب الملكي في الشارع العام.
وإن كانت بعض تلك السلوكيات تنتهي إلى قضاء حاجتها وتبلغ هدفها، فإن الكثير منها غالبا ما ينتهي بها المطاف إلى ردهات المحاكم تحت طائلة "اعتراض الموكب الملكي".
رسائل مباشرة
هي حكايات مواطنين مغربيين يصرون على إبلاغ رسائلهم مباشرة إلى الملك محمد السادس، من اليد إلى اليد لأجل التماس عمل أو مأدونية أو تظلم.
لهؤلاء اعتقاد يكاد يكون راسخا بأن الملك الشاب أكثر قربا منهم والإنصات إلى همومهم، لذا، فإنهم لا يترددون في تتبع الأخبار المتعلقة بمواعيد حلول الملك إلى مدنهم، كي يهيئوا العدة ويجازفوا باعتراض سبيل الموكب الملكي بغية الوصول إلى شخص الملك لتسليمه رسائلهم. ولو اقتضى الأمر أن يتم القبض عليهم من قبل حراس الملك.
منذ أن كان وليا للعهد
منذ أن كان وليا للعهد خلال حكم والده الملك الراحل الحسن الثاني، كان الأمير يتلقى رسائل من بعض المواطنين طلبا للشغل بشكل خاص، وفي الغالب كانت تلك الرسائل تحال على المصالح الحكومية كإشارة ضوء أخضر قصد البت.
قريب من المواطنين
يورد عبد الله الإدريسي، الطالب المجاز من مدينة وجدة كيف أنه توصل بجواب من الديوان الملكي على طلب سبق وأن تقدم به يحيله على مراجعة المصالح الولائية لمدينة وجدة (محافظة المدينة والإقليم) حينها، مثل بعض زملائه الذين توصلوا بنفس الرسائل والتي تدعم عملية تشغيلهم.
يحكي عبد الله لـ"إيلاف" عن رحلة بحثه المضنية بين دواليب العمالة (المحافظة) لكن دون جدوى، ومع يأسه من كل الوعود التي قدمت له وتركه في دوامة الانتظار، صرف النظر عن متاهة البحث تلك.
مع تراكم قرارات التعيين التي توصل حينها العديد من الشباب المغربيين، ظهرت ما يشبه تنسيقية لمتسلمين لقرارات التوظيف من قبل الديوان الملكي، ومع استحالة توظيفهم أو في وجود تصرفات غير سليمة أدت إلى توظيف أشخاص آخرين بدلا عنهم.
كان هذا خلال فترة التي كان خلالها الملك محمد السادس وليا للعهد، إذ عرف عن الأمير الشاب قربه من الناس وكسره للعديد من المراسيم الرسمية، لذا كان يجد فيه العديد من المغربيين ملاذهم.
اعتراض الموكب
في غياب معطيات رسمية عن "مفعول" الرسائل المسلمة إلى الملك، كونها غالبا ما تكون مشوبة بالكثير من الأسرار، إلا أن عمليات القبض التي تتم في حق مواطنين وهم يهمّون باعتراض الموكب الملكي خلال جولاته في مدن المملكة، سرعان ما تكشف عن بعض تلك الأسرار.
لا تعليمات بخصوص الرسائل
قال وزير التشغيل المغربي عبد الواحد سهيل لـ"إيلاف" حين سؤاله عن كيفية التعامل مع التوصيات الملكية بشأن توظيفات لشباب رد قائلا: "لا علم لي بهذا الخصوص، على الأقل لحد الساعة لم نتوصل بشيء في هذا الإطار."
وتعذر على "إيلاف" الاتصال بوزير الداخلية المغربي لطلب توضيحات حول الكيفية التي يتم عبرها تدبير ملف الرسائل المسلمة إلى الملك والتي ترد بخصوصها تعليمات حولهم، سواء تعلق الامر بتشغيلهم أو البحث لهم عن مأدونيات.
مصيرها في علم الغيب
في شهر آذار/مارس الماضي، خلال تواجد الملك في مدينة الدار البيضاء، فاجأ شاب يحمل حقيبة على الظهر الملك محمد السادس الذي كان على متن سيارته متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
بعد أن خرج من إحدى العمارات المقابلة لشارع مرورو الموكب الملكي، وفي غفلة من جميع الأمنيين اعترض السيارة لتضطر إلى التوقف محدثا اضطرابا أمنيا قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، كان الشاب البيضاوي يهم بتسليم رسالة للملك.
ومع تكرار الكثير من مثل هذه الحوادث تظهر بعض المعطيات حول الرسائل المسلمة إلى الملك، التي صار مصيرها بمثابة علبة سوداء.
التهمة تنتظرهم
وكثيرا ما كشفت عمليات القبض على أحدهم ممن اعترضوا الموكب الملكي عن وجود حالات أشخاص سبق وأن استفادوا من الكرم الملكي في مثل حالة شاب تم القبض عليه خلال الأسبوع الماضي في الرباط وهو يهم باعتراض سيارة الملك، ليلقي عليه القبض ويكتشف حين التحقيق معه أنه سبق أن تعود على اعتراض سبيل الملك حيث، وبنفس الطريقة، ظهر أن زوجته استفادت بمنصب عمل حكومي، قبل أن يحال على المحكمة بتهمة اعتراض سيارة الملك.
