الرئيسية | متفرقات | فاس .. الدعوة إلى إحياء رمزية المدينة كمنارة علمية وروحية وجعلها تنخرط في تنافسية المدن المستدامة (ملتقى)

فاس .. الدعوة إلى إحياء رمزية المدينة كمنارة علمية وروحية وجعلها تنخرط في تنافسية المدن المستدامة (ملتقى)

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

دعا المشاركون في الاحتفاء باليوم السنوي لفاس إلى إحياء رمزية هذه المدينة التي ميزتها خلال قرون طويلة كمنارة علمية وروحية وحضارية وجعلها تنخرط في تنافسية المدن المستدامة.

وطالب المشاركون في هذا الاحتفال الذي تكرس كتقليد سنوي بمبادرة من نسيج جمعوي يقوده المنتدى المغربي للمبادرات البيئية ويضم من بين مكوناته الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على التراث وحماية البيئة ونشر قيم المواطنة بتمكين العاصمة الروحية والعلمية للمملكة من استئناف دورها الريادي كمدينة مركزية يطوقها حزام أخضر يحول دون تمددها الأفقي على حساب الأراضي الفلاحية الخصبة.

وشددت التوصيات التي صدرت في ختام هذا الملتقى الذي حضره ممثلو العديد من فعاليات ومكونات المدينة من جمعيات محلية ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين وباحثين على ضرورة تسريع التخطيط للجماعات المحيطة بفاس حتى تنتظم وتصير مدنا فلكية خضراء بكل المقومات.

ومن جهة أخرى أكدت التوصيات على أهمية إحداث فضاءات ومجالات خضراء تؤثث المؤسسات وحدائق عمومية وأخرى للأطفال تتخلل الأحياء مع مرافق صحية بمختلف أرجاء المدينة وفق أحدث النماذج.

ودعت إلى إحداث مكتبات ومعارض ومسابح وملاعب إلى جانب إنشاء سدود تلية لتوفير المياه ووقاية المدينة من السيول بالإضافة إلى تهيء المقالع مع تمكين المدينة من إدارة عصرية لخدمة المواطن.

ومن جهة أخرى طالبت التوصيات بإحداث جامعة خضراء تلبس فاس رداء المدينة العالمة مع إنشاء حديقة نبات بالمواصفات والمعايير الدولية وأخرى للحيوان.

وتميز هذا اليوم الاحتفالي الذي أضحى تقليدا سنويا لطرح ومناقشة مختلف الإشكالات التي تعاني منها مدينة فاس وكذا التصورات الكفيلة بتحقيق النموذج الأمثل لتنمية المدينة في مختلف المجالات بعرض شريط توثيقي يحكي التاريخ العريق لهذه المدينة وما تزخر به من معالم تاريخية ومآثر حضارية.

كما تطرق هذا الشريط إلى مختلف الانشغالات والهواجس والانتظارات التي تعتمل في نفوس فعاليات المجتمع المدني والساكنة حول فاس ومآلها إلى جانب استحضاره بالصوت والصورة لمعالم وتراث المدينة وكذا الإنجازات التي تحققت.

ومن جهة أخرى وثق هذا الشريط في إطار مقاربة ترتكز على مجابهة حقيقية للواقع كما هو لحاضر هذه المدينة وما تشكو منه من اختلالات وما تفتقده من بنيات وتجهيزات خاصة ما يتعلق بالمساحات الخضراء والفضاءات الخاصة بالطفولة ومختلف الشرائح الاجتماعية.

وأعقب هذا العرض نقاش مفتوح شارك فيه كل المعنيين والمهتمين بحاضر ومستقبل العاصمة العلمية والروحية للمملكة تم خلاله طرح مختلف الإشكالات والقضايا التي تهم هذه المدينة في مختلف المجالات كالتعمير والسياحة والثقافة إلى جانب القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها.

كما ناقش المتدخلون مختلف التصورات الكفيلة بتحقيق النموذج الأمثل لتنمية المدينة في مختلف المجالات مشددين على ضرورة تثمين التراث الحضاري والمعماري والثقافي للعاصمة العلمية للمملكة وتحفيز جميع مكونات المدينة من سلطات محلية ومنتخبين وهيئات مجتمعية لدعم وتعزيز الطابع المتفرد لهذه الحاضرة العريقة .

يشار إلى أن هذه الاحتفالية بيوم فاس السنوي التي تكرست منذ سنة 2011 بمبادرة من المنتدى المغربي للمبادرات البيئية تروم الاحتفاء بتاريخ وعراقة مدينة فاس كما تشكل مناسبة للوقوف على أبعادها المستقبلية ومناقشة مختلف التصورات الكفيلة بتحقيق النموذج الأمثل لتنميتها في مختلف المجالات .

كما يشكل الاحتفاء بيوم فاس الذي يصادف يوم 4 يناير من كل سنة باعتباره التاريخ الذي حددته مختلف المراجع والوثائق التاريخية كتاريخ بداية حفر الأساس لمدينة فاس ( 4 يناير 808 ميلادية ) موعدا ومناسبة لرد الاعتبار لهذه الحاضرة التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى 12 قرنا والمحافظة على هويتها الحضارية كعاصمة علمية وروحية للمملكة مع تثمين ما تزخر به من مآثر ومعالم تاريخية ومن تراث فكري وحضاري وإنساني عريق إلى جانب طابعها المعماري المتفرد وتقاليدها الاجتماعية ذات الخصوصية.

ويمكن هذا الملتقى الذي تكرس كتقليد محمود مختلف الفاعلين المحليين من إبداء رأيهم وتقييم ما تم إنجازه من مشاريع إلى جانب التخطيط وتطوير رؤى متجددة لمستقبل هذه المدينة من خلال وضع برامج تنموية تستهدف بالأساس النهوض بمختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لساكنة المدينة.

مجموع المشاهدات: 1402 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة