صراع قضائي بين HTC وابل والكفة تميل لصالح التايوانيين

لم تتوقف ابل عن التواجد في اروقة المحاكم في كل القارات منذ ان انطلقت تطور التكنولوجيا الجديدة للهواتف الذكية، وهي تخوض النزاعات القضائية مع مختلف الشركات المصنعة للأجهزة الذكية بدعوى انهن ينتهكن حقوقها في الابتكارات والاختراعات المسجلة باسمها.

ولكن هذه المرة جاءت الامور عكسية، فقد تقدمت شركة HTC التايوانية في نوفمبر من العام الماضي 2011 بدعوى قضائية امام محكمة امريكية ضد ابل تتهمها بانتهاك حقوقها على تقنية الاتصالات الهاتفية عبر شبكات الجيل الرابع المعروفة بتسمية LTE.

نذكر القراء بأن شركة HTC سجلت باسمها في الولايات المتحدة منذ زمن بعيد ابتكارات عديدة تتعلق بالاتصالات عبر شبكات الجيل الرابع، وهي اول شركة جاءت بجهاز تعمل شاشته باللمس وفيه امكانية الاتصال LTE 4G الى جانب العديد من براءات الاختراع المسجلة باسمها علاوة على ما اشترته HTC منذ ذلك الحين من ابتكارات بعشرات ملايين الدولارات من شركات أخرى تتعلق بهذا النوع من الاتصالات الخاصة بالهواتف الذكية عبر شبكات الجيل الرابع.

وما ان تقدمت HTC بدعوى قضائية ضد ابل في هذا المجال، حتى سارعت ابل للدفاع عن نفسها بالادعاء ان HTC بالفعل استحوذت على براءات الاختراع المذكورة، ولكنها لم تسجلها باسمها وانما بقيت مسجلة باسم الشركات التي اشترتها منها. وادعى محامو ابل ان عملية الاستحواذ تمت فقط من اجل التقدم بدعوى قضائية ضد ابل لا اكثر.

عندها قرر القاضي توماس فندر ان الدعوى القضائية التي تتقدم بها HTC ضد ابل سليمة وتستوفي كل الشروط وان ادعاءات ابل غير مقبولة وعليه تقبل الدعوى لمواصلة النظر فيها. وقال القاضي في رده على محاميي شركة ابل: “لا يهمني اذا كانت HTC قد استحوذت على هذه الاختراعات لكي تتقدم بدعوى ضد ابل ام لا، ما يهمني هو ان هذه الابتكارات ملك لشركة HTC وهي حرة التصرف بها ومن حقها ان تحميها من الانتهاكات”.

يشار الى ان تقنية الاتصالات عبر شبكات الجيل الرابع تعتبر من الابتكارات المتاحة لكل الشركات، ويبقى لصاحبة الابتكار الحق في طلب المقابل المادي لكل استخدام لهذه التقنية، ولكنها لا تستطيع حظر الشركات الاخرى من استخدامها لأن هذه التقنية تندرج تحت خانة Frand أي انها تقنية ضرورية للإنتاج بصورة عامة ولا يجوز احتكارها من قبل شركة دون غيرها. ومن المعروف ان ابل لجأت الى استخدام تقنية LTE في جهاز الايباد الجديد دون استئذان HTC او تسوية الجانب المالي لهذا الاستخدام.

وفي حال ربحت HTC القضية فإنها تستطيع ان تطالب بنسبة معينة من الربح عن كل جهاز ايباد جديد تم بيعه او ستبيعه مستقبلا شركة ابل، وفي حال لم تستجب ابل للمطالب المالية لشركة HTC يحق للشركة التايوانية المطالبة بوقف تسويق هذه الاجهزة التي تستخدم تقنية LTE وهي الايباد الجديد والايفون 5.

ويقول المراقبون ان موقف ابل في هذه القضية ضعيف للغاية ومن المتوقع ان يتبع محامو الشركة الليونة في التعامل مع HTC وان يتجنبوا استعراض العضلات كما فعلوا ذلك اثناء قضية ابل – سامسونج منذ عدة اسابيع.