الرئيسية | قضايا المجتمع | هول زحف كورونا..هل ندفع سفينة المغرب للمجهول والنموذج الإيطالي في بداياته

هول زحف كورونا..هل ندفع سفينة المغرب للمجهول والنموذج الإيطالي في بداياته

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هول زحف كورونا..هل ندفع سفينة المغرب للمجهول والنموذج الإيطالي في بداياته
 

بقلم الأستاذ منير الحردول

أمام حالة اللامبالاة التي أصبحت سائدة، بل ومبتكرة عند البعض، من خلال التمادي في تجاهل الارتفاع المخيف لفيروس كورونا، وما يصاحب هذا الارتفاع من تناسل أعداد المخاطين، وصعوبة حصرهم، والتحكم في حركاتهم، بين الأحياء، والأسواق ،والشوارع، والأقاليم والمدن، وفي ظل تنامي ثقافة المؤامرة المفترى عليها، وأمام الضغط المتواصل على المنظومة الصحية الوطنية، غير القادرة على استيعاب جحافل المصابين، بالنظر إلى إكراهات بنيوية عميقة، وفي واقع منهك للأطر التمريضية والصحية، بسب صعوبة والقدرة على تحمل الاستمرارية في مجهود، لا تعكسه الأرقام التي عوض أن تتراجع تتزايد باستمرار، وفي ظل غموض الرؤية المتعلقة بمسار تطور الوباء ونحن على أعتاب فصل الخريف، وما ينتج عن ذلك من انتشار للأنفلونزا الموسمية. أمام هذا وذاك، وأمام

زحف الوباء، وارتفاع الإصابات بالفيوس، مقابل استهتار الجميع تقريبا، ناهيك عن تحجر بعض الأفكار، من خلال الادعاء بأن فيروس كورونا غير مميت، ونسبة الإماتة ضعيفة، بل وصل التشكيك عند البعض الجاهل بإنكار وجود هذا الفيروس أصلا! بالإضافة إلى ظواهر طفت على السطح، كالتكدس داخل المقاهي لمشاهدة المباريات الكروية، والتحايل لتنظيم الأعراس والأفراح، كأن لا شيء يقع في هذا المصاب الخطير. فكل هذه المعطيات الواقعية قد تدفع بالسفينة المغربية إلى السقوط في النموذج الإيطالي الذي لم يلملم جراحه لحد الآن، من حيث عدد الضحايا الذي خلفتها الجائحة في هذا البلد، وكم من الأسر فقدت أحباءها وأهلها، وكم من الصناديق تم استهلاكها لدفن الجثت، زد على ذلك المخلفات والخسائر والانعكاسات المرتبطة بالأمراض النفسية، للأسر والأطباء، والممرضين، والأطفال، ناهيك عن الخسائر التي عددت في الملايير.

فطبيعة الثقافة المستهترة المتأصلة في الكثير من العقول، والتي ترفع شعار التحدي والعناد فقط، تجهل تمام الجهل أننا مقبلون على فصل صعب إسمه الخريف! فياعقل تعقل! المنظومة الصحية الوطنية يعرف إكراهاتها الجميع، عكس المنظومة الصحية الإيطالية الصلبة، التي لم تستطع مجاراة ضحايا الوباء الغريب إلا بمشقة الأنفس، وبدعم في الأخير من بلدان الاتحاد الأوربي والعالم! الوطن يحتاج في هذه المحنة الحرجة للتضامن مع الجميع، فهناك أناس أبرياء لا ذنب لهم!

ولعل العجب يكمن لبعض في ربط البعض، تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بعيد الأضحى فقط! في حين يتناسون أنفسهم، عندما كانوا يلومون الدولة على تشديد قيود دخول المغاربة المحاصرين في بلدان اشتد فيها الوباء، ولم يتركوا للدولة فرصة التأني في تدبير الأمور وفق الإمكانات المحدودة للقطاع الصحي، وفق مقاربة تراعي صحة الجميع! ناهيك عن تجاهلهم لمظاهر الاستهتار الذي يشهد بها الجميع، مع التغاضي عن عدم احترام بعض المقاولات للتدابير الاحترازية، وحشر العمال في أماكن ضيقة، دون مراعاة لخطر تفشي الفيروس بين هؤلاء الأبرياء، الذين يسعون فقط لكسب قوتهم وقوت أبنائهم!

 كما يجب على المغاربة التعقل، السياسة شيء، وتدبير سلامة الجميع في زمن الوباء شيء آخر! فزحف الوباء، أما نظام صحي، مضغوط من كل جهة، قد يؤدي لكارثة على الجميع بما فيهم من يعاني من أمراض مزمنة أو حتى أمراض خفيفة، فخياراتنا محدودة، عكس جيراننا في الشمال، فإما أن نلتزم جميعا، ونقضي على الذاتية والوزيعة الريعية، وتبادل الاتهامات، وإما أن نستعد، لتجهيز الصنادق والتوابيت الخشبية والأكفان، مع البحث وتجهيز مساحات جديدة لدفن ضحايا ربما غالبيتهم أبرياء!

وحتى لا ننكر جميل أحد، ما يسعنا إلا أن نقول كان الله في عون من هم في الواجهة، أسرة الصحة، وسلطات الداخلية بمختلف رتبهم، وأفراد القوات المسلحة الملكية. ومن يسعى لكسب قوته، وقوت أبنائه، في هذه الفترة الحرجة.

 

مجموع المشاهدات: 11472 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (6 تعليق)

1 | Salim
À benguirir, hier soir vers 00.00 minuit après le discours royal, une famille a organisé une fête familiale en groupe de 4o personnes, tables à manger, musque, danse etc sans être contrôlée par les autorités en complicité du mokaddam, quartier Zaouïa derrière avenue Hassan II.... Le Roi Mohammed VI a lancé un discours sensibilisant les citoyens des bonnes gestes pour éviter la contamination en respectant les mesures barrière... Hhhhh la fête se déclenche....
مقبول مرفوض
1
2020/08/21 - 06:43
2 | لعروبي
من اشرس مشاكل العصر اليوتوب ..انتشار الاوساخ كنيبا و اكشوان و روتيني و ... ..ضهور مفكرين و سياسيين و مستواهم الدراسي لا يتعدى الباكالوريا .. التشهير بأعراض الناس و مشاكلهم
مقبول مرفوض
-1
2020/08/21 - 07:11
3 | غيور
المستهترون هم من اختاروا الالتحاق بالنهج الايطالي والدخول بسفينة المغرب في عاصفة قوية هوجاء مظلمة ستحطم كل شيء لا تبقي ولا تذر وستخلق مشاكل لا قوة لبلادنا في مواجهتها توابيت بالالاف ومقابر مملوءة لن تسع اعداد الموتى ؛ انذاك سنترك الامر للسماء وسيعيش المغرب اكبر كارثة في تاريخه(grande appocalypse) وهناك سنندم حيث لا ينفع الندم !!!
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 07:13
4 | خدوج خنيفرة عاجل
جيد
نقارن إيطاليا الديمقراطية بالمغرب المتقدم حرام المغرب أفضل من فرنسا حسب العثماني المغرب البلاد الاستثناء في العالم و قد نبهت بهذا حتى أمريكا و كندا و بريطانيا و أستراليا و طلبت مساعدات مع العلم منذ شهور و مسؤولي الدولة العميقة يتبجحون بأن المغرب بلاد استثناء و حصر الوباء و هناك مجالات و جراند أوروبية و جميع حكومات العالم تطالب دعم المغرب في مكافحة كورونا في مكافحة الإرهاب في مكافحة الجريمة الصحة البناء الفلاحة حتى فرنسا أمريكا بريطانيا كندا و كل الدول العربية و الإفريقية
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 07:43
5 | متتبع
مصلحة عامة
العالم كله مصاب بدون أعراض. لافاءدة من تضخيم الأشياء المغرب كباقي دول العالم يعرف تفش للوباء. يجب توعية الناس على التعايش مع الوباء وذالك بالأخذ باسباب الوقاية والسلامة الصحية. بالمقابل يجب اخذ الدرس بأن الاعتماد على الاطقم الطبية المدنية مضيعة للوقت والمال والاستمر في الدوران حول حلقة مفرغة من الاضرابات والتسيب والهروب من العمل للاشتغال في المصحات والعيادات الخاصة. الحل هو تعميم المستشفيات العسكريه باطقم عسكرية منضبطة تعمل تحت الضغط وفي كل الظروف الصعبة بجد وبدون انتظار بريم او غيره
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 08:30
6 | سعيد
الوقاية خير
يجب ان نتنظم ولانهول الامر فرنسا 4000 حالة يومية الفيروس لن يترك احد لان حاملين الذين لاتظهر عليهم الاعراض ينشرونه لدى يجب تقوية المناعة الداتية وجعل المستشفيات للحالات الحرجة فقط كما فعلت مصر علبة كروانا في الصيدلة يأخذها المرضى ويتعالجون في منازلهمواسال الله ان يرفع علينا الوباء ورسمت للدواء.
مقبول مرفوض
0
2020/08/21 - 10:02
المجموع: 6 | عرض: 1 - 6

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة