أخبارنا المغربية - وكالات
في انعكاس دقيق للتحولات السريعة التي يشهدها الفضاء الرقمي، اختارت مؤسسة Merriam-Webster مصطلح "Slop" ليكون كلمة العام 2025، مشيرة إلى الارتفاع الكبير في حجم المحتوى الرديء والمشوّه الذي تنتجه تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آلي، والذي بات يثير قلقاً واسعاً بين مستخدمي الإنترنت ومطوري المحتوى ومؤسسات الإعلام حول العالم.
ويُستخدم مصطلح AI Slop لوصف موجة ضخمة من المحتوى منخفض الجودة، والتي تشمل مقاطع فيديو عبثية، إعلانات بصور مشوهة، أخباراً زائفة تبدو واقعية، كتباً مكتوبة آلياً بلا مضمون حقيقي، وتقارير إدارية مكررة، بالإضافة إلى محتوى ترفيهي سطحي مثل فيديوهات "القطط المتكلمة". ويبدو أن هذا النوع من المحتوى أصبح منتشراً على نطاق واسع، حتى قبل أن يُصاغ له مصطلح محدد، بحسب شهادة مشرفين على منصات مثل Reddit.
وبحسب تقارير تقنية ومصادر مثل مجلة WIRED، فإن "السلوب" لا يقتصر على منصات النقاش، بل ينتشر أيضاً في شبكات التواصل الكبرى مثل فيسبوك وإكس، حيث تساهم الحسابات الآلية (Bots) في إغراق الصفحات بمحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، ما يُضعف من جودة النقاش العام ويقوض مصداقية المعلومات.
القلق من الظاهرة امتد أيضاً إلى الأوساط الأكاديمية، إذ حذّر الدكتور كريغ ريفز من جامعة لندن من تغلغل المحتوى الرديء في البيئة الجامعية والبحثية، منتقداً ما وصفه بـ"الابتكار غير المسؤول" في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أُطلق للعالم دون رقابة أو موافقة مجتمعية، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان.
في المقابل، بدأت بعض المنصات في اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الظاهرة. حيث أطلق تيك توك أدوات جديدة تتيح للمستخدمين تخصيص ما يظهر في صفحة "For You"، للحد من تدفق المحتوى العشوائي. أما منصة Medium فقد اتجهت إلى تشديد سياساتها، داعية إلى نشر محتوى بشري فقط ضمن برنامج شركائها، وتقليص الاعتماد على النصوص المولدة آلياً.
ورغم أن "Slop" أصبح مرادفاً لصورة الإنترنت الحالية، فإن تصاعد الوعي بهذه المشكلة يدفع بموجة مضادة تسعى إلى حماية جودة المحتوى الرقمي، والحفاظ على الحد الأدنى من الثقة والمصداقية في بيئة تغمرها الخوارزميات والمحتوى الاصطناعي المتكاثر بلا حدود.
